Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 52-54)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَقَالُوا ءَامَنَّا بِهِ } أي : بالقرآن . قال الله : { وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ } أي : وكيف لهم تناول التوبة . { مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } أي : قد فاتهم ذلك . ذكروا عن أبي إسحاق الهمذاني عن رجل من بني تميم عن ابن عباس في قوله : { وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } أي : أنّى لهم الردّ وليس بحين الرّدّ . ذكروا عن الحسن قال : أي : إذا خرجوا من قبورهم بعد النفخة الآخرة وأخذوا من مكان قريب . قال : { وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } أي : كذَّبوا بالبعث ، وهو اليوم عندهم بعيد لأنهم لا يقرُّون به . { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } وهو تبع للكلام الأول : { وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ وَقَالُوا ءَامَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ } يعني الرد { مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } أي : من الآخرة إلى الدنيا . وفي تفسير مجاهد : { التَّنَاوُشُ } التناول . كقوله : وقد كفروا به من قبل ، فكيف لهم بالتوبة ، وليس بالحين الذي تقبل فيه التوبة . { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } قال مجاهد : أي : من مال أو ولد أو زهرة . وقال بعضهم : { مَا يَشْتَهُونَ } أي : الإِيمان . أي : حيل بينهم وبين الإِيمان أي : بإقامتهم على الكفر في الدنيا . فلما رأوا العذاب آمنوا ، فلم يقبل منهم إيمانهم عند نزول العذاب . قال : { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ } أي : كما لم تقبل من أشياعهم ، أي : ممن كان على منهاجهم ودينهم : الشرك ، لما كذبوا رسلهم جاءهم العذاب ، فآمنوا عند ذلك ، فلم يقبل منهم . وهو قوله : { فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } أي : عذابنا { قَالُوا ءَامَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } قال الله : { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا } أي : عذابنا { سُنَّتَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ } [ غافر : 84 - 85 ] أي : مضت في عباده المشركين ، أي : إنهم إذا كذبوا المرسلين أهلكهم الله بعذاب الاستئصال . { إِنَّهُمْ كَانُوا } أي : قبل أن يأتيهم العذاب { فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ } أي : من الريبة . وذلك أن جحودهم بالقيامة وبأن العذاب يأتيهم إنما ذلك ظن منهم ، فهم منه في شك ، ليس عندهم بذلك علم يقين .