Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 45-49)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ } أي : { مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } من وقائع الله بالكفّار ، أي : لا ينزل بكم ما نزل بهم . { وَمَا خَلْفَكُمْ } عذاب الآخرة بعد عذاب الدنيا . يقوله النبي عليه السلام للمشركين . وهذا تفسير الحسن . وقال الكلبي : { مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } : من أمر الآخرة ، اتّقوها واعملوا لها ، { وَمَا خَلْفَكُمْ } الدنيا إذا كنتم في الآخرة ، فلا تغترّوا بها ، أي : بالدنيا ، فإنكم لتأتون الآخرة . وقال مجاهد : اتّقوا ما بين أيديكم وما خلفكم من الذنوب . قال : { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } أي : لكي ترحموا . قوله : { وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ ءَايَةٍ مِّنْ ءَايَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ } تفسير الحسن : ما يأتيهم من رسول . قوله عزَّ وجلَّ : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ } وهذا تطوّع { قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ اللهُ أَطْعَمَهُ } فإذا لم يشأ الله أن يطعمه لم نطعمه { إنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } يقوله المشركون للمؤمنين . قال : { وَيَقُولُونَ مَتَى هذَا الْوَعْدُ } أي : هذا العذاب { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } أي : يكذّبون به . قال الله : { مَا يَنظُرُونَ } أي : ما ينتظر كفار آخر هذه الأمة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } أي : النفخة الأولى ، بها يكون هلاكهم { تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } [ أي : يختصمون ] في أسواقهم يتبايعون ، يذرعون الثياب ، ويخفض أحدهم ميزانه ويرفعه ، ويحلبون اللّقاح ، وغير ذلك من حوائجهم . ذكر أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه ، فما يطويانه حتى تقوم الساعة ، وتقوم الساعة والرجل يخفض ميزانه ويرفعه ، وتقوم الساعة والرجل يليط حوضه ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم الساعة ، وتقوم الساعة والرجل قد رفع لقمة إلى فيه فما تصل إلى فيه حتى تقوم الساعة " . قال بعض أهل العلم : قضى الله ألا تأتيكم الساعة إلا بغتة ، يعني قوله تعالى : { لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً } [ الأعراف : 187 ] .