Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 58-63)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم قال : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى } وليس هي إلا موتة واحدة ، التي كانت في الدنيا . كقوله : { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى } [ النجم : 50 ] أي : لم تكن عاد قبلها . { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } قاله على الاستفهام ، وهذا الاستفهام على تقرير ، أي : قد أَمِنَ ذلك . ثم قال : { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ العَظِيمُ } أي : النجاة العظيمة من النار إلى الجنة . قال الله عز وجل : { لِمِثْلِ هَذَا } [ يعني ما وصف مما فيه أهل الجنة ] { فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ } . ثم قال : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ } أي : إنه خير نزلاً من شجرة الزقوم . { إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ } أي : للمشركين . وكلُّ ما يذكر في السور المكّيّة من ظلم أو جرم أو فسق أو ضلال فهو فسق الشرك وظلمه وجرمه وضلاله خاصة . وما كان من السور المدنية فقد يذكر فيها ظلم النفاق وجرمه وفسقه وضلاله ، ويذكر فيها ظلم الشرك وجرمه وفسقه وضلاله . ذكروا عن بعضهم قال : لما نزلت هذه الآية دعا أبو جهل بتمر وزبد فقال تزقّموا . فما نعلم الزقّوم إلا هذا ؛ فأنزل الله : { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ … } إلى قوله : { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ } . ذكروا عن السدي قال : لما نزلت : { أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ } قالوا : ما نعرف هذه الشجرة ، فقال عبد الله بن الزبعرى : لكني والله أعرفها ، هي شجرة تكون بإفريقية . فلما نزل : { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ } قالوا : ما يشبه هذه التي يصف محمد ما يقول ابن الزبعرى .