Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 34-41)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ الْمُحْسِنِينَ لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُم أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم } أي ثوابهم { بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي : يجزيهم الجنة . قوله : { أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } يعني محمداً ، يكفيه المشركين حتى لا يصلوا إليه ، كقوله : { واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [ المائدة : 67 ] حتى تبلّغ عن الله رسالته . { وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني الأوثان { وَمَن يُضْلِلِِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } أي : يهديه . { وَمَن يَهْدِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ } أي : لا يستطيع أحد أن يضله { أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ ذِي انتِقَامٍ } أي : من أعدائه ، وهذا على الاستفهام ، أي : بلى ، وهو شديد الانتقام ، ذو انتقام . قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم } يعني المشركين { مِّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلْ أفَرَءَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ } يعني أوثانهم { إِن أَرَادَنِي اللهُ بِضُرٍّ } أي : بمرض { هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ } أي بعافية { هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ } أي : لا يقدرون أن يكشفن ضراً ولا يمسكن رحمة . فكيف تعبدون الأوثان من دونه وأنتم تعلمون أن الله هو الذي خلق السماوات والأرض { قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } أي : لا رجاء غيره للصالحين . قوله : { قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ } أي : على ناحيتكم ، أي : على شرككم { إِنِّي عَامِلٌ } على ما أنا عليه من الهدى { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } . وهذا وعيد هوله شديد . قوله : { مَن يَأتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } يعني عذاب الاستئصال كما أهلك من كان قبلكم بتكذيبهم رسلهم . { وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } أي : في الآخرة . قوله : { إِنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ } يا محمد { الْكِتَابَ } أي القرآن { لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا } أي : على نفسه { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } أي بحفيظ لأعمالهم حتى تجازيهم بها ، إن الله هو الذي يجازيهم بها .