Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 47-51)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } أي : من الذهب والفضة { وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ } أي : من شدة العذاب { يَوْمَ الْقِيَامَةِ } لم يقبل منهم { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } أي : لم يكونوا يحتسبون أنهم مبعوثون ومعذبون . قال : { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } أي : ما عملوا { وَحَاقَ بِهِم } أي : وجب عليهم { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون } أي : يسخرون في دار الدنيا بالنبي والمؤمنين فحاق بهم ، أي : فأخذهم جزاء ذلك الاستهزاء ، وهي جهنم بعد عذاب الدنيا . قوله : { فَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ } أي : مرض . { دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا } أي أعطيناه عافية . فهذا الكافر { قَالَ : إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } [ تفسير مجاهد : يقول : هذا بعملي ] كقوله : { وَلَئِن أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي } [ فصلت : 50 ] أي : أنا محقوق بهذا . قال الله : { بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ } أي : بلية { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يعني جماعة الكافرين . قال : { قَدْ قَالَهَا } يعني هذه الكلمة { الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي : من قبل مشركي العرب { فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي : من أموالهم وجنودهم إذا نزل بهم عذاب الله ، أي : إنهم لم تغن عنهم شيئاً . قال : { فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } أي : نزل بهم جزاء أعمالهم . يعني الذين أهلك من الأمم . { وَالَّذِينَ ظَلَمُوا } أي : أشركوا { مِنْ هَؤُلاَء } يعني من هذه الأمة { سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا } يعني الذين تقوم عليهم الساعة من كفار آخر هذه الأمة ؛ وقد أهلك أوائلهم أبا جهل وأصحابه بالسيف يوم بدر . قال : { وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي : وما هم بالذين يسبقوننا حتى لا نقدر عليهم فنبعثهم ثم نعذبهم .