Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 70-73)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } أما المشركون فليس يعطون بأعمالهم الحسنة في الآخرة شيئاً ، لأنهم قد جوزوا بها في الدنيا . وأما المؤمنون فيُوَفُّونَ حسناتهم في الآخرة ، وأما سيئات المؤمن ، فإنه يحاسب بالحسنات والسيئات ؛ فإن فضلت حسناته سيئاته بحسنة واحدة ضاعفها الله ، وهو قوله : { إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً } [ النساء : 40 ] ، وإن استوت حسناته وسيئاته فهو من أصحاب الأعراف يصير إلى الجنة ، وإن فضلت سيئاته حسناته فقد فسّرنا ذلك في غير هذه السورة ، قال : { وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ } . قوله : { وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا } أي : زمرة زمرة ، أي : فوجاً فوجاً في تفسير الحسن . وفي تفسير الكلبي ، زمراً : أمماً ، وكذلك أهل الجنة . { حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } . { قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } أي لا يخرجون منها أبداً { فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ } أي : عن عبادة الله . { وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } . ذكروا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : إذا توجّهوا إلى الجنة مرّوا بشجرة تجري من ساقها عينان ، فيشربون من إحداهما فتجري عليهم بنضرة النعيم ، فلا تتغيّر أبشارهم ، ولا تشعث أشعارهم بعدها أبداً ، ثم يشربون من الأخرى ، فيخرج ما في بطونهم من أذى وقذى ، ثم تستقبلهم الملائكة خزنة الجنة ، فيقولون لهم : { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } ، ثم تتلقاهم الولدان ، فيعرف الولدان من قد جعلهم الله له ، يبشون لهم ويفرحون بهم كما يفرح الحبيب بالحبيب ، أو كما يفعل الولدان بالحميم إذا جاءه من غيبة . لم يذهب أحدهم حتى يأتي أزواجَه ، أزواجَ الرجل ، فيبشرهن ويقول : قد جاء فلان فيسميه باسمه ، فيقلن : أنت رأيته ، فيقول : نعم ، فيسبقها الفرح حتى تقوم على أسكفّة بابها تنتظره . فيجيء فيدخل بيتاً أسفله على جندل اللؤلؤ وجندل الحصا وحيطانه من كل لون ، فينظر إلى سقفه ، فلولا أن الله قدر له ألاَّ يذهب بصره لذهب ؛ فإذا { سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } [ الغاشية : 13 - 16 ] فيقول : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلآ أَنْ هَدَانَا اللهُ } [ الأعراف : 43 ] … إلى أخر الآية . وتفسير الحسن في قوله : { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ } . ويفاضل ما بينهم كمثل كوكب بالمشرق وكوكب بالمغرب . وقال بعضهم : يحبس أهل الجنة حتى يؤخذ بعضهم من بعض ضغائن كانت بينهم ، ثم يدخلون الجنة . وقال مجاهد : ( طِبْتُمْ ) أي : طبتم بطاعة الله .