Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 137-141)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ الذِينَ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ءَامَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً } . هم أهل الكتابين . ذكر بعضهم قال : آمن أهل التوراة بالتوراة ، وآمن أهل الإِنجيل بالإِنجيل ، ثم كفروا بهما ، يعني ما حرَّفوا منهما ، ثم ازدادوا كلهم كفراً ، أي : بالقرآن . { لَّمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ } قال الحسن : يعني من مات منهم على كفره ، { وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً } ، أي سبيل الهدى ، يعني عامّتهم ؛ وقد أسلم الخاصة منهم . وقال بعضهم : ولا ليهديهم سبيلاً ، أي طريق هدى ، وقد كفروا بكتاب الله . قوله : { بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً الذِينَ يَتَّخِذُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ المُؤْمِنِينَ } كانوا يتولون اليهود وقد أظهروا الإِيمان وأجابوا إليه . { أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ العِزَّةَ } أي أيريدون بهم العزة { فَإِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً } . قوله : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ } من أهل الإِقرار { وَالكَافِرِينَ } من أهل الإِقرار والكافرين من أهل الإِنكار { فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً } . قال الكلبي : نُهِيَ المؤمنون أن يجالسوا المنافقين والكفار إذا سمعوهم يستهزئون بشيء من كتاب الله ويعيبونه . وأما قوله : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الكِتَابِ } فيعني ما أنزل في سورة الأَنعام بمكة قبل الهجرة : { وَإِذَا رَأَيْتَ الذِينَ يَخُوضُونَ فِي ءَايَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } [ الأنعام : 68 ] وكان ذلك قبل أن يؤمر بقتال مشركي العرب ثم أمر بقتالهم . فأما المنافقون الذين أظهروا الإِيمان ، واليهود إذا أدّوا الجزية ، فلا يقاتَلون . قوله : { الذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ } يعني المنافقين ؛ كانوا يتربصون برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالمؤمنين . { فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللهِ } أي نصر وغنيمة { قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ } أي نكبة على المؤمنين { قَالُوا } للكافرين { أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ } أي : ألم نغلب عليكم بمودتنا إياكم { وَنَمْنَعْكُم مِّنَ المُؤْمِنِينَ } يقولون : إنهم آمنوا بمحمد ، وكنا لكم عيوناً ، نأتيكم بأخبارهم ، ونعينكم عليهم ؛ وكان ذلك في السِّرّ . قال الله : { فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ } فيجعل المؤمنين في الجنة ويجعل الكافرين في النار { وَلَن يَجْعَلَ اللهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى المُؤْمِنِينَ سَبِيلاً } أي حجة في الآخرة ؛ وقد تكون في الدنيا الدولة للكافرين ؛ وربما ابتلي المؤمنون .