Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 154-159)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ } أي الجبل { بِمِيثَاقِهِمْ } أي أخذ ميثاقهم على أن يأخذوا ما أمرهم به بقوة ، أي بجدّ { وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً } قال بعضهم : هو باب حطة . { وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُّوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيْثَاقاً غَلِيظاً } وقد فسَّرنا تعديهم في السبت في سورة البقرة . قوله : { فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ } أي فبنقضهم ميثاقهم { وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ } أي لا نفقه قولك يا محمد . قال الحسن غُلْف أي : قلف لم تختن لقولك يا محمد . وقال مجاهد : يعني الطبع . قال الله : { بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } قال بعضهم : قلَّ من آمن من اليهود . قوله : { وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً } . وهو ما قذفوا به مريم . والبهتان العظيم الكذب . وهم اليهود . { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا المَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ } أي مسح بالبركة { رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ } أي ألقى الله على رجل شبه عيسى فقُتِلَ ذلك الرجلُ . وقال بعضهم : ائتمروا بقتل عيسى وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه . ذكروا أن عيسى قال لأصحابه : أيّكم يُلقى عليه شبهي وأنه مقتول ؟ فقال رجل : أنا يا رسول الله . فقُتِل ذلك الرجل ومنع الله نبيَّه ورفعه إليه . وقال مجاهد : صلبوا رجلاً غير عيسى يحسبونه إياه ، ورفع الله عيسى حيّاً . قوله : { وَإِنَّ الذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ } كان بعضهم يقول : هم النصارى اختلفوا فيه فصاروا فيه ثلاث فرق . وقال بعضهم : صارت النصارى فيه فرقتين : فمنهم من شهد أنه قتل ، ومنهم من زعم أنه لم يقتل . قال الله : { مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً } أي ما قتلوا ظنهم يقيناً { بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث ليلة أسري به أنه أتى على يحيى وعيسى في السماء الثانية . قوله : { وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } يقول : قبل موت عيسى إذا نزل عليهم . { وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً } أي يكون عليهم شهيداً يوم القيامة أنه قد بلغ رسالة ربه ، وأقر بالعبودية على نفسه . وبعضهم يقول : { إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } يقول : عند موت أحدهم . وقال مجاهد : { إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ } يعني كل صاحب كتاب قبل موت صاحب الكتاب . ذكر الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الأنبياء إخوة لعلات ، أمهاتهم شتى ودينهم واحد . وأنا أولى الناس بعيسى لأنه ليس بيني وبينه نبي . وإنه نازل لا محالة ، فإذا رأيتموه فاعرفوه ، فإنه رجل مربوع الخلق ، بين ممصرتين إلى الحمرتين والبياض ، سبط الرأس ، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل ، فيدق الصليب ويقتل الخنزير ، ويقاتل الناس على الإِسلام ، فيهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإِسلام . وتقع الأمانة في الأرض حتى ترتع الأسد مع الإِبل ، والنمور مع البقر ، والذئاب مع الغنم ، ويلعب الغلمان بالحيَّاتِ لا يضر بعضهم بعضاً " .