Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 62-64)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } . قال الحسن : هذا كلام منقطع عما قبله وعما بعده . يقول : إذا أصابتهم مصيبة ، يعني إن تباينوا بنفاقهم فيقتلهم رسول الله . وفيه إضمار . والإِضمار الذي فيه : يقول : إذا أصابتهم مصيبة لم ينجهم منها ولم يغثهم . ثم رجع إلى الكلام الأول ، إلى قوله : { يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } { ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً } [ أي إن أردنا إلا الخير ] . قال الله : { أُولَئِكَ الذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } أي من النفاق { فأَعْرِضْ عَنْهُمْ } ولا تقتلهم ما أظهروا لك الإِقرار بدينك والتصديق لقولك . قال : { وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قُوْلاً بَلِيغاً } . يعني يقول لهم : إن باينتم بنفاقكم قتلتكم ؛ فهذا القول البليغ . قوله : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ } . قال مجاهد : أوجب الله لهم ، يعني الرسل ، أن يطيعهم من شاء الله [ من الناس ، ثم أخبر أنه ] لا يطيعهم أحد إلا بإذن الله . قوله : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَّحِيماً } . قال الحسن : " إن اثني عشر رجلاً من المنافقين اجتمعوا على أمر من النفاق ، وائتمروا به فيما بينهم ، فأتى جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك . وقد دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم [ فقال رسول الله ] : إن اثني عشر رجلاً من المنافقين قد أجمعوا على أمر من النفاق ، فليقم أولئك ، فليستغفروا ربهم ، وليعترفوا بذنوبهم حتى أشفع لهم . فجعلوا لا يقومون ؛ فقال رسول الله : ألا يقومون ؟ ألا يقومون ؟ مراراً ، ثم قال : قم يا فلان ، وأنت يا فلان ، وأنت يا فلان . فقالوا : يا رسول الله ، نحن نستغفر رسول الله ، ونتوب إليه ، فاشفع لنا . فقال : آلآن ؟ لأنا كنت أول مرة أطيب نفساً بالشفاعة ، وكان الله أسرع بالإِجابة ، اخرجوا عني ، فأخرجهم من عنده حتى لم يرهم " .