Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 94-96)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً } ذكر بعضهم أنهم نزلت في شأن مرداس رجل من غطفان . ذكر لنا أن نبي الله بعث جيشاً عليهم غالب الليثي إلى أهل فدك ، وبه أناس من غطفان . وكان مرداس منهم ؛ ففر أصحابه ، فقال لهم مرداس : إني مؤمن وإني غير متابعكم . فصبَّحته الخيل غدوة . فلما لقوه سلّم عليهم ، فقتلوه ، وأخذوا ما كان معه من متاع ؛ فأنزل الله : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً } . لأن تحية المؤمنين السلام ، بها يتعارفون ، وبها يلقى بعضهم بعضاً ، وهي تحية أهل الجنة . { تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ } . وذلك في تفسير الحسن أن رجلاً من المشركين لما غشيه المسلم في سيره ، ومعه متاع له فرغب فيه وهو على حمار له فذهب ليقتله فقال : إني مسلم فلقيه فقتله ، فأخذ متاعه فأنزل الله هذه الآية : { فَعِندَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ } يعطيكموها … إلى آخر الآية . { كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ } أي ضُلاَّلاً { فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ } بالإِسلام وهداكم له . وقال الحسن : كذلك كنتم من قبل مشركين مثلهم فأعطيتم ما أعطاكم فقبل منكم ، فهلاَّ قبلتموه منهم . { فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } . قوله : { لاَّ يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ غَيْرَ أُولِي الضَّرَر وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بَأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ } . ذكروا عن البراء بن عازب قال : لما نزلت هذه الآية : " لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله جاء ابن أم مكتوم إلى النبي عليه السلام فقال : يا رسول الله ، أنا كما ترى ، كان أعمى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادعوا لي زيداً وليأتني باللوح أو الكتف . فأنزل الله : { غَيْرُ أُوْلي الضَّرَرِ } " ، فأنزل الله عذره . وقال الحسن : هو كقوله : { لَّيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى المَرِيضِ حَرَجٌ } [ الفتح : 17 ] . قوله : { فَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ } أي المجاهد والقاعد { وَعَدَ اللهُ الحُسْنَى } والحسنى الجنة . وعد الله المجاهدين من المؤمنين الجنة . وهذه نزلت بعد ما صار الجهاد تطوّعاً . { وَفَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أقام الصلاة وآتى الزكاة ومات لا يشرك بالله فإن حقاً على الله أن يغفر له ، جاهد أو قعد " . وفي قوله : { فَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى القَاعِدِينَ } ذكروا عن عطاء أنه قال : من جهَّز غيره بمال في سبيل الله كان له بكل درهم سبعمائة ضعف ، ومن خرج بنفسه وماله كان له بكل درهم سبعمائة ضعف وبكل ضعف سبعون ألف ضعف ، و { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ المُتَّقِينَ } [ المائدة : 27 ] .