Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-5)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

تفسير سورة الزخرف ، وهي مكية كلها { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله : { حـمۤ } قد فسرناه فيما مضى من الحواميم . { وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ } أي القرآن البيّن ، [ وهذا قسم ] . { إِنَّا جَعَلْنَاهُ } يعني القرآن { قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أي : لكي تعقلوا . { وَإِنَّهُ } يعني القرآن { فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا } أي : عندنا { لَعَلِيٌّ } أي : رفيع { حَكِيمٌ } أي : محكم . وقوله : { جَعَلْنَاهُ } أي : خلقناه ، كقوله : { وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفًا مَّحْفُوظًا } [ الأنبياء : 32 ] ، وقوله : { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ } [ الإسراء : 12 ] ، وقوله : { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } [ الأنبياء : 30 ] ونظيره في كتاب الله كثير . وأمّ الكتاب اللوح المحفوظ ، وتفسير أم الكتاب جملة الكتاب وأصله . ذكروا عن ابن عباس أنه قال : أول ما خلق الله القلم فقال : اكتب ، قال : رب وما أكتب ؟ قال : ما هو كائن . فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة . قال : فأعمال العبد تعرض كل يوم الاثنين والخميس ، فيجدونها على ما هي في الكتاب . قوله : { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ } أي القرآن { صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ } فيها إضمار ، أي حتى لا تفهموه ولا تفقهوه ، أي : فقد فعلنا ذلك . أن كنتم قوماً مسرفين ، أي مشركين . وهذا تفسير الحسن . وقال الكلبي : { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا } الذكر يعني القرآن { عَنكُمُ } أي : من أجلكم { أَن كُنتُمْ } أي : لأنكم قوم مسرفون . أي : مشركون . أي : لا نذره .