Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 26-28)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ } أي : فيما لم نمكنكم فيه ، يعني مشركي العرب ، كقوله : { كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالاً وَأَوْلاَدًا } [ التوبة : 69 ] . قال : { وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلاَ أَبْصَارُهُمْ وَلاَ أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم } أي : ونزل بهم { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } . أي : نزل بهم عقوبة استهزائهم ، يعني ما عذبهم به . قوله : { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى } يقوله لأهل مكة ، وهي أم القرى ، منها دحيت الأرض ، وما حولها البلاد كلها . أخبر بهلاك من أهلك . قال : { وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ } أي : أخبرناكم كيف أهلكناهم . قال : { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } أي : لعل من بعدهم يرجعون إلى الإيمان ، يحذرهم بذلك ، كقوله : { وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا } [ الفرقان : 39 ] ، وكقوله : { وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ } [ إبراهيم : 45 ] يعني ما أهلك به من قبلهم من الكفّار ، يحذّرهم بهذا كله . { فَلَوْلاَ } أي : فهلا { نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً } يعني آلهتهم التي عبدوها من دون الله والتي يزعمون أنها تقربهم إلى الله زلفى ليصلح لهم معايشهم في الدنيا ، ولم يكونوا يقرّون بالآخرة . قال : فهلاّ نصروهم إذ جاءهم العذاب . { بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ } أي : كذبهم { وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } . ذكروا عن عبد الله بن كثير المكّيّ أنه كان يقرأها : { وَذَلِكَ أَفْكَهُمْ } أي : صَدَّهم عن الهدى .