Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 32-35)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ } أي النبي عليه السلام { فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ } أي : فليس بالذي يسبق الله حتى لا يبعثه ثم يعذبه . { وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء } أي : يمنعونه من عذاب الله . قال : { أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي : بيّن ، يعني من لا يجيب داعي الله . أي لا يؤمن . قوله : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ } كقوله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } [ سورة ق : 38 ] أي من عياء . وذلك أن اليهود أعداء الله قالت : إنه لما فرغ من خلق السماوات والأرض عيي فاستلقى فوضع إحدى رجليه على الأخرى فاستراح ، فأنزل الله : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي : من شمس وقمر ونجوم وسحاب ومطر وريح وليل ونهار وماء ومدر وحجر ، وكل ما بينهما مما يرى وما لا يرى { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } . وقال : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ } قال : { بِقَادِرٍ } على أن يخلق مثلهم وبقادر { عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . قوله : { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ } أي : يقال لهم هذا ، في تفسير الحسن ، يقال لهم هذا وهم في النار . أليس هذا بالحق الذي كنتم توعدون في الدنيا . { قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } . قوله : { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } قال بعضهم : أولو العزم من الرسل خمسة : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام . يقول : اصبر يا محمد كما صبروا هم جميعاً . وأولو العزم في تفسير الحسن أولو الصبر . وبعضهم يقول : أولو الحزم . وتفسير الكلبي : يعني من أمر بالقتال من الرسل . قال : { وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ } يعني المشركين : لا تستعجل لهم بالعذاب . كقوله : { فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } [ الطارق : 17 ] . وهذا وعيد لهم . { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ } يعني العذاب { لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ } تفسير الحسن : في هذا الذي وصفت من إهلاك القرون ، وفيما أخبر أنه يهلك كفار آخر هذه الأمة بقيام الساعة بلاغ . وفيها إضمار : يقول : في هذا الذي أخبرت بلاغ . { فَهَلْ يُهْلَكُ } أي : بعد البلاغ { إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } أي : المشركون .