Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 2-3)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } . تفسير الحسن أن أناساً من المنافقين كانوا يأتون النبي عليه السلام فيرفعون أصواتهم فوق صوته ، يريدون بذلك أذاه والاستخفاف به . قال الحسن : نسبهم إلى ما أعطوه من الإيمان في الظاهر وما أقروا به من الفرائض فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } ؛ وقد كان من المؤمنين من يرفع صوته فوق صوت النبي فلا ينهاه النبي عليه السلام عن ذلك ، وإنما عنى بذلك المنافقين الذين يريدون أذاه والاستخفاف به . قال تعالى : { وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } أي : لا تقولوا له : يا محمد ، وقولوا يا رسول الله ويا نبي الله . وقال مجاهد : لا تنادوه بذلك ، ولكن قولوا له قولاً ليّناً سهلاً : يا رسول الله . ثم قال : { إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ } [ يعظِّمونه بذلك فلا يرفعونها عنده ] . { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ } أي : لذنوبهم { وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } أي : ثواب عظيم ، أي : الجنة . وبلغنا أن ثابت بن قيس كان في أذنيه ثقل ، وكان يرفع صوته عند رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رجل من قومه : إني لأراك تعيب على أصحابك من القول ، وتأتي أسوأ ما يأتون . فقال له ثابت : وما ذلك ؟ قال : ترفع فوق صوت النبي عليه السلام وتجهر له بالقول . فقال ثابت : يا رسول الله ، أفيّ نزلت . قال : نعم . وهذا تفسير الكلبي : فقال ثابت : أما والذي أنزل عليك الكتاب لا أكلمك أبداً إلا سرّاً أو شبهه ؟ فنزل عند ذلك { إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ … } الآية . فصار هذا أدباً من آداب الله أدّب به المؤمنين .