Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 113-116)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُوا نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا } أي وتسكن قلوبنا إذا نظرنا إلى المائدة . قال الحسن : ليس ذلك منهم على وجه الشك . وهو كقوله : { أَوَلَمْ تُؤمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } { وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا } وهم عالمون بذلك { وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ } أي أنها نزلت من عند الله . { قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَِوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا } قال الحسن : يعني أول المسلمين وآخرهم . وقال مجاهد : لأولنا : لأهل زماننا ، وآخرنا : من يأتي بعدنا . { وَءَايَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } . { قَالَ اللهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ } على شرط { فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ } يعني عذاب الدنيا { عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ العَالَمِينَ } . فلما اشترط عليهم كرهوا ذلك الشرط فلم ينزلها . قال بعضهم : والعامّة على أنها قد نزلت . ذكروا أن عمار بن ياسر قال : قد نزلت : ذكروا عن سعيد بن جبير وغيره عن ابن عباس قال : قد أنزل عليهم كل شيء غير اللحم . قال بعضهم : نزل عليهم خبز وحيتان . وقال مجاهد : المائدة طعام كان ينزل عليهم حيث نزلوا . قوله : { فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَ العَالَمِينَ } . ذكر بعضهم قال : ذكر لنا أنهم لما صنعوا في المائدة ما صنعوا من الخيانة وغيرها حُوِّلوا خنازير . وذكر لنا أن المائدة كانت خواناً ؛ ينزل عليهم ثمر من ثمر الجنة على خوان فيأكلون منه ، فأمر القوم أن لا يخونوا فيه ولا يخبأوا ولا يدّخروا لغد . فخان القوم وخبأوا وادَّخروا لغد . قال : وهو قوله : { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ } [ المائدة : 78 ] أي مُسخوا في زمان داود قردة ، ومسخوا في زمان عيسى خنازير . قوله : { وَإِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ءَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ } [ يعني لبني إسرائيل خاصة ] . قال الحسن ؛ يقوله يوم القيامة أأنت قلت للناس { اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ قَالَ سُبْحَانَكَ } ينزّه الله أن يكون قاله { مَا يَكُونُ لِيَ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ } أي تعلم ما أعلم ولا أعلم ما تعلم أنت { إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ } وقد علم الله أنه لم يقله .