Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 2-2)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلاَ الشَّهْرَ الحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ القَلاَئِدَ وَلاَ ءَامِّينَ البَيْتَ الحَرَامَ } . ذكروا أن رجلاً سأل ابن عمر عن أعظم الشعائر فقال : أوفي شك أنت منه ؟ هذا أعظم الشعائر ، يعني البيت . قوله : { وَلاَ الشَّهْرَ الحَرَامَ } فكان هذا قبل أن يؤمر بقتال المشركين كافة . قوله : { وَلاَ الهَدْيَ وَلاَ القَلاَئِدَ } . ذكروا أن مجاهداً قال : كانوا يعلّقون لحاء الشجر في أعناقهم وكان هذا من الشعائر ؛ فقال أصحاب النبي عليه السلام : هذا من أعمال الجاهلية ، فحرّم الله ذلك كله في الإِسلام ، يعني الآية : { لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلاَ الشَّهْرَ الحَرَامَ وَلاَ الهَدْيَ وَلاَ القَلاَئِدَ وَلاَ آمِّينَ البَيْتَ الحَرَامَ } ، يعني الحجاج ؛ إلا القلائد في أعناق الناس فإنه ترك . ثم أمر بقتال المشركين فقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } [ التوبة : 28 ] وهو العام الذي حج فيه أبو بكر ونادى فيه علي بالأذان . قال بعضهم : كان أحدهم يعلق قلادة من لحاء السمر إذا خرج من مكة فيقول : هذا حرمي ، فلا يعرض له حيثما توجّه ؛ فنسخ آمين البيت الحرام ، وهم حجاح المشركين فقال : اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم . وتفسير آمين ، يؤمون ، [ يقصدون ] البيت الحرام . وقال الكلبي : إنما كانوا يستحلون فيصيبون الهدي وأصحاب القلائد . وكانت القلائد أن الرجل إذا خرج من أهله حاجاً أو معتمراً ليس معه هدي جعل في عنقه قلادة من شعر أو وبر ، فأمِن به إلى مكة . وإذا خرج من مكة يعلّق من لحاء شجر مكة فأمِن به إلى أرضه . قوله : { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً } . قال بعضهم : الفضل والرضوان اللذان كانوا يبتغون أن يصلح الله معيشتهم في الدنيا ، ولا يعجل لهم العقوبة فيها . وقال مجاهد : { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ } : التجارة . قال الكلبي : نزلت فيما بلغنا في رجل من بني بكر بن وائل من بني قيس بن ثعلبة ؛ قدم على النبي بالمدينة فقال يا محمد ، ما تأمرنا به وما تنهانا عنه ؟ فأخبره النبي بالذي له وبالذي عليه في الإِسلام . فلم يرض فقال : أرجع إلى قومي فاعرض عليهم ما ذكرت ، فإن قبلوا كنت معهم ، وإن أدبروا كنت معهم على هذا ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد دخل علي بوجه كافر ، وخرج من عندي بقفا غادر ، وما الرجل بمسلم " فلما خرج من أرض المدينة مرّ بسرح من أهل المدينة فانطلق به ، فبلغ الخبر أهل المدينة فطلبوه فسبقهم . وحضر الحج ، فأقبل تاجراً حاجاً فبلغ ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأرادوا أن يطلبوه فيقتلوه فيأخذوا ما معه ، فنهوا عنه في هذه الآية . وكان ذلك قبل أن يؤمروا بقتال المشركين . وقال الكلبي في قوله : { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً } : التجارة بعد الحج . وأما الرضوان فالناس كانوا يحجّون بين مسلم وكافر قبل أن تنزل هذه الآية : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } [ التوبة : 28 ] وأصحاب الرضوان المسلمون . قوله : { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا } أي إذا رمى أحدكم جمرة العقبة يوم النحر فقد حلّ له كل شيء ، إلا النساء والطيب فحتّى يطوف بالبيت . وهي رخصة إن شاء اصطاد وإن شاء ترك . يقول : ( إِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ) وقال في آية أخرى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ } [ المائدة : 95 ] . قوله : { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئَانُ قَوْمٍ } قال بعضهم : لا يحملنكم بغض قوم { أَن صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا } . قال الكلبي : يعني بالقوم أهل مكة ؛ يقول : لا تعتدوا عليهم لأن صدوكم عن المسجد الحرام ؛ وذلك قبل أن يؤمر بقتالهم . وقال مجاهد : هو رجل مؤمن من حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم قتل حليفاً لأبي سفيان من هذيل يوم الفتح بعرفة ، لأنه كان يقتل حلفاء النبي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لعن الله من يقتل بذَحْل الجاهلية " . قال : { وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ } ، قال الحسن : هذا حين صدّوه يوم الحديبية عن المسجد الحرام .