Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 60-63)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال : { قُلْ هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللهِ } أي ثواباً عند الله { مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ والْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } قال الحسن : جعل الله ذلك بما عبدوا الطاغوت ، يعني الشيطان ، يذكرهم بأمر قد علموه من أصحابهم الأوّلين . قوله : { أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } أي في الآخرة لأنهم في النار { وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ } أي : عند قصد الطَّريق . قوله : { وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا ءَامَنَّا وَقَد دَّخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ } قال الكلبي : هؤلاء منافقو أهل الكتاب ، كانوا إذا دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا آمنا ، وقد دخلوا حين دخلوا على النبي كفاراً ، وخرجوا من عنده وهم كفار لم ينتفعوا بما سمعوا منه بشيء ، وهم من اليهود . قال : { وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ } أي : كانوا يكتمون دين اليهود . وقال بعضهم : هم أناس من اليهود كانوا يدخلون على النبي فيخبرونه أنهم مؤمنون راضون بالذي جاء به ، وهم مستمسكون بضلالتهم بالكفر ، فكانوا يدخلون بذلك ويخرجون به من عند نبي الله . قوله : { وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ } يعني اليهود { يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالعُدْوانِ } [ يعني المعصية والظلم ] { وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ } يعني أخذهم الرشوة على الحكم { لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } يعني حكامهم وعلماءهم . قال : { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ } أي هلا ينهاهم { الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ } يعني أخذهم الرشوة . قال الحسن : الربّانيون علماء الإِنجيل والأحبار علماء أهل التوراة . وهو تفسير مجاهد . وقال الكلبي : الربّانيّون العلماء والفقهاء ، والأحبار من كان من ولد هارون . فعاب بذلك الرّبانيين والأحبار فقال : { لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ } . وقال بعضهم : الربّانيون العباد ، والأحبار العلماء . ذكر بعضهم قال : كان هذا في حكام اليهود بين أيديكم ولا ينهاهم الربّانيون والأحبار . { لَبِئسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ } . قال الحسن : لبئس ما كانوا يصنعون حين سارعوا في الإِثْم والعدوان وأكلهم السحت ، أي : الرشوة ؛ وبئس ما صنع الربّانيون والأحبار حين لم ينهوهم عن ذلك .