Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 6-6)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الكَعْبَيْنِ } . ذكروا عن بعضهم قال : رأيت عليّاً توضّأ فمضمض ثلاثاً ، واستنشق ثلاثاً ، وغَسل وجهه وغسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً ، ومسح برأسه ثلاثاً ، وغسل رجليه . فلما فرغ من وُضوئه استتمَّ قائماً فأخذ فضل وَضوئه فشربه وهو قائم ، ثم قال : إني رأيت رسول الله فعل ما فعلت فأحببت أن أريكم . ذكروا أن الربيّع بنت معوذ بن عفراء قالت : دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بوَضوء ، فأتيته بإناء فيه ماء قدر مدّ وثلث ، أو مدّ وربع ، فغسل يديه ثلاثاً [ قبل أن يدخلهما في الإِناء ] ، ثم مضمض ثلاثاً ، واستنشق ثلاثاً ، وغسل وجهه ثلاثاً ، وغسل ذراعيه ثلاثاً ، ثم مسح برأسه ما أقبل منه وما أدبر ، ومسح أذنيه ظاهرهما وباطنهما ، وغسل رجليه . قالت فأتاني غلام من بني عبد المطلب ، تعني ابن عباس ، فسألني عن هذا الحديث فأخبرته ، فقال : أبى الناس إلا الغسل ، ولا أجد في كتاب الله إلا المسح . ذكر بعضهم أنه رأى عمر بن الخطاب خرج من حدث فمضمض مرّتين ، واستنشق مرّتين ، وغسل وجهه مرتين وذراعيه مرتين مرتين ، ومسح برأسه مرتين . قوله : { وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً } أي : تراباً نظيفاً . ذكروا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : الجريح والمجدور والمقروح إذا خشي على نفسه تيمّم . ذكروا عن سعيد بن جبير وعلي وابن عباس مثل ذلك وزاد فيه بعضهم : وكل مريض . ذكروا عن عبيد بن عمير وعطاء وسعيد بن جبير أنهم اختلفوا في الملامسة فقال سعيد وعطاء : هو ما دون الجماع ، وقال عبيد بن عمير : هو الجماع . فخرج عليهم ابن عباس فسألوه وأخبروه عما قالوا فقال : أخطأ الموليان وأصاب العربي ، الملامسة : الجماع ، ولكن الله يكني ويعفّ . ذكروا عن علي أنه قال : اللمس : الجماع ، ولكنه كنى . وقال ابن مسعود : الملامسة : اللمس باليد ، والقول عندنا قول ابن عباس وعلي ، وبه نأخذ . قوله : { فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ } . ذكروا عن عمار بن ياسر قال : " أصابتني جنابة وأنا في الإِبل ، فتمعّكت في الرمل كتمعّك الدابة ، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد دخل الرمل في رأسي ولحيتي فأخبرته فقال : يكفيك أن تقول هكذا ، وضرب بكفّيه الأرض ، ثم نفضهما ، ثم مسح بهما وجهه وكفيه مرة واحدة " . ذكروا عن الحسن أنه سئل عن الرجل يكون مسافراً ، وهو يعلم أنه لا يقدر على الماء . قال : يطأ أهله ويتيمم . ذكروا عن علي أنه قال : إذا كان المسافر يجد الماء يوماً ولا يجده يوماً فلا يطأ أهله . قوله : { مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ } أي من ضيق { وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ } أي من الذنوب { وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ } أي بدخول الجنة . { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي لكي تشكروا النعمة فتدخلوا الجنة .