Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 4-8)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال عز وجل : { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ } أي : ما تأكل الأرض منهم إذا ماتوا ، أي : تأكل كل شيء غير عجم الذئب . ذكروا عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " في الإنسان عظم لا تأكله الأرض ، هو عجم الذنب وفيه يركب ابن آدم " وقال بعضهم : سمعنا أنه فيه يركب ابن آدم . وقال مجاهد : { مَا تَنقُصُ الأَرْضُ } من عظامهم . وقال بعضهم : ما تنقص الأرض : اللِّحى ؛ وهم أهل الجنة ، يخرجون مرداً . قال : { وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ } أي : بما تأكل الأرض منهم . وبعضهم يقول : إنه اللوح المحفوظ . قال الله عز وجل : { بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ } أي : ملتبس ، فهم في شك من البعث . قال : { أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام ، حتى عدّ سبع سماوات هكذا . قال : وبين السابعة والعرش كما بين سماءين " . قال : { وَزَيَّنَّاهَا } أي : بالكواكب { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } أي : من شقوق . { وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا } أي : بسطناها ، كقوله عز وجل : { وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } [ النازعات : 30 ] وهذا كله واحد . ذكروا عن عطاء قال : بلغني أن الأرض دحيت من تحت الكعبة . وقال مجاهد : كان البيت قبل الأرض بألف عام ومدّت الأرض من تحته . وقال بعضهم : مكة أم القرى ومنها دحيت الأرض . قال تعالى : { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ } والرواسي الجبال ، أرسيت بها الأرض ، أي : أثبتت بها . أي : جعلت أوتاداً للأرض . وهو كقوله : { أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً } [ النبأ : 6 - 7 ] . ذكروا عن الحسن قال : لما خلق الله الأرض جعلت تميد ، فلما رأت ذلك الملائكة قالت : يا ربنا ، هذه الأرض لا يقرّ لك على ظهرها خلق . فأصبح وقد وتدها بالجبال . فلما رأت ملائكة الله ما أرسيت به الأرض أعظموا ذلك فقالوا : يا رب ، هل خلقت خلقاً أشد من الجبال ؟ قال نعم ، الحديد . قالوا : ربنا هل خلقت خلقاً هو أشد من الحديد ؟ قال نعم : النار . قالوا : ربنا ، هل خلقت خلقاً هو أشد من النار ؟ قال نعم ، الريح . قالوا : ربنا هل خلقت خلقاً هو أشد من الريح ؟ قال نعم : ابن آدم . قال تعالى : { وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ } أي : من كل لون { بَهِيجٍ } . وَكل ما ينبت في الأرض فالواحد منه زوج . { تَبْصِرَةً } أي : يتفكر فيه المؤمن ، فيعلم أن الذي خلق هذا قادر على أن يحيي الموتى ، وأن ما وعد الله من الآخرة حق . قال عزّ وجلّ : { وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } أي : مخلص مقبل إلى الله بالإخلاص ؛ كقوله عزّ وجل : { وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ } [ الزمر : 54 ] .