Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 13-13)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ } أهل التضييع والخيانة من أهل الإقرار { لِلَّذِينَ آمَنُوا } وهم على الصراط ، يقولون للمؤمنين إذا طَفِىءَ نورُهم { انظُرُونَا } [ أي : انتظرونا ] { نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } . وذلك أنه يعطى كل مؤمن وكل منافق نوراً على الصراط ، فيطفأ نور المنافقين ويبقى نور المؤمنين ، فيقول المنافقون للمؤمنين { انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ } ويَحْسَبون أنه قبس كقبس الدنيا إذا طفئت نار أحدهم اقتبس فقال لهم المؤمنون ، وقد عرفوا أنهم منافقون { ارْجِعُواْ وَرَآءَكُمْ } أي إلى الدنيا { فَالْتَمِسُواْ نُوراً } أي : فمن ثَمَّ يكسب الإيمان الذي هو نور . فرجعوا وراءهم فلم يجدوا شيئاً . فهنالك أدركتهم خدعة الله . وخدعة الله إياهم قوله : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } [ النساء : 142 ] . ذكروا عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم … أعطى كل إنسان مؤمن ومنافق نوراً ، وتغشى ظلمة معهم المنافقين على جسر جهنم ، فيه كلاليب وحسك يأخذون من شاء الله . ثم يطفأ نور المنافقين وينجو نور المؤمنين . وينجو أول زمرة وجوههم كالقمر ليلة البدر سبعون ألفاً لا يحاسبون ، ثم الذين يلونهم كأضوإ نجم في السماء أضاء . ثم كذلك [ حتى ] ينجو آخر زمرة . وبلغنا أن النور الذي يعطى المؤمنون على قدر أعمالهم فيجوزون الصراط على قدر أعمالهم كالبرق وكالريح وكجواد الخيل وكجواد البهائم . ويسعى الرجل سعياً ، ويمشي مشياً ، وتزل قدم وتستمسك أخرى ، ولا يجاوز نور أحدهم قدميه . وبعضهم يزحف زحفاً ، وبعضهم يتلبّط على بطنه . وقال الكلبي في الذي يزحف زحفاً : هم الذين { يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ } . قوله عز وجل : { فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ } تفسير مجاهد : السور : الأعراف . { بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ } أي : الجنة { وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ } أي : النار . قال بعضهم : بلغنا أنه جبل أُحُد . قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أحد جبل يحبنا ونحبه . وإنه يمثل يوم القيامة بين الجنة والنار ويحبس عليه أقوام يعرفون بسيماهم هم إن شاء الله من أهل الجنة " . وتفسير الحسن : إن السور فصل بين الجنة والنار . وبلغنا أن أصحاب الأعراف يميل بهم الصراط مرة إلى الجنة ومرة إلى النار ، ثم يصيرون إلى الجنة ؛ وهم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم ، وقد فسّرنا أمرهم في سورة الأعراف .