Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 15-16)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَالْيَوْمَ لاَ يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ } يا أهل النفاق لأن المخاطبة إنما كانت من الله لهم { وَلاَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ } أيضاً ، يعني أهل الإِنكار والجحود . قال تعالى : { مَأَوَاكُمُ النَّارُ } يعني المنافقين والكفار والجاحدين ، كقوله عز وجل : { إِنَّ اللهَ جَامِعُ المُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً } [ النساء : 140 ] قال : { مَأَوَاكُمُ النَّارُ } أنتم المنافقون والكفار . { هِيَ مَوْلاَكُمْ } أي : كنتم تتولونها في الدنيا فتعملون عمل أهلها الذين يدخلونها اليوم ، فهي مولاكم اليوم { وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } . قوله : { أَلَمْ يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ } والخشوع الخوف الثابت في القلب { وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } أي القرآن { وَلاَ يَكُونُواْ كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ } يعني اليهود والنصارى { فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ } أي : الدهر ، يعني بقاءهم في الدنيا { فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } فغلظت قلوبهم { وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } أي : من ثبت منهم على الشرك . وتفسير الحسن قال : نزلت هذه الآية { أَلَمْ يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ } قال : نزلت والله وهم أهل الصلاة والصوم والأعمال الحسنة ، وهم أصحاب النبي عليه السلام فاستزادهم بذلك . وبعضهم يقول : نزلت في المنافقين : { أَلَمْ يَأنِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } أي : الذين أقرّوا ولم يعملوا { أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ } أي : فيصدُقوا في القول والعمل كما فعل المؤمنون الذين صدَقوا الله في قولهم وعملهم .