Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 28-29)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ } أي أجرين { وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } أي : ويجعل لكم إيماناً [ تهتدون به ] كقوله عز وجل : { أَوَ مَن كَانَ مَيتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ } [ الأنعام : 122 ] { وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي : لمن تاب . قوله : { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ } أي : ليعلم أهل الكتاب . وهذه كلمة عربية ( لِئَلاَّ يَعْلَمَ ) وَ ( لِيَعْلَمَ ) بمعنى واحد . وهو كقول الرجل : أجل ، وأجل لا ، ويقول الله : ( لاَ أُقْسِمُ ) وأقسم ، وهذا قسم ، وهو واحد . { أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ } أي : إنهم لا يقدرون على شيء . { مِّن فَضْلِ اللهِ } . قال تعالى : { وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَّشَآءُُ } ذكروا عن نافع عن [ ابن عمر عن ] النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى قبلكم كرجل استأجر عمالاً فقال : من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط , فعملت اليهود إلى نصف النهار . ثم قال : من يعمل من نصف النهار إلى العصر على قيراط قيراط ، فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط . ثم قال : من يعمل لي من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين . ألا وأنتم أصحاب القيراطين ، ألا فلكم الأجر مرتين . فغضبت اليهود والنصارى فقالوا : نحن أكثر عملاً وأقل أجراً . قال : فهل ظلمتكم من حقكم شيئاً . قالوا : لا . قال : فهو فضلي أوتيه من أشاء " . قالت العلماء : فالنهار في هذا اثنتا عشرة ساعة . وكانت لليهود ست ساعات إلى نصف النهار . ثم كانت للنصارى من بعدها أربع ساعات من نصف النهار إلى صلاة العصر . ولأمة محمد عليه السلام ساعتان من صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس . ذكروا عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما آجالكم في آجال من مضى قبلكم كما بين صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس " . ذكروا عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً من آخر النهار حين صارت الشمس على سعف النخيل وعلى شرف المسجد : " إنما بقي من زمانكم هذا فيما مضى منه كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه " . ذكروا عن زيد بن أسلم عن ابن عمر قال : وقفت مع النبي عليه السلام عشية عرفة حتى إذا تدلت الشمس إلى الغروب واصفرت وعادت كالورس قال : " إنما بقي من الدنيا فيما مضى كما بقي من شمس يومنا هذا " . قال : { وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } فلا أعظم منه ولا أجل سبحانه .