Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 59, Ayat: 11-12)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قول عز وجل : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُواْ يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن أَهْلِ الْكِتَابِ } تفسير الحسن : يعني قريظة والنضير { لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلاَ نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً } يقول المنافقون : لا نطيع فيكم محمداً وأصحابه { وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ } فاغترت قريظة بذلك { وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُواْ لاَ يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِن قُوتِلُواْ لاَ يَنصُرُونَهُمْ وَلَئِن نَّصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } . فأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير إلى الشام فلم يخرجوا معهم ، وقتل بني قريظة بعد ذلك بحكم سعد بن معاذ فلم يقاتلوا معهم . قال الكلبي : كان بين إجلاء بني النضير وقتل بني قريظة سنتان . كانوا مقيمين بالمدينة بعد إجلاء بني النضير في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين . فلما سار أبو سفيان بالأحزاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غدرت بنو قريظة نبيَّ الله ، وقطعوا الحلف الذي كان بينه وبينهم . فلما هزم الله الأحزاب أمر الله نبيه أن يقاتل بني قريظة . فأرسل إليهم المنافقون : إن أراد محمد أن يخرجكم من المدينة كما أخرج بني النضير فلا تخرجوا ، فوالله لئن خرجتم لنخرجن معكم وإن قوتلتم لننصرنكم . فاغتر بنو قريظة بذلك ولزموا حصونهم . فقاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريباً من شهر . وقذف الله في قلوبهم الرعب فلم ينصروهم . فلما رأت بنو قريظة أن المنافقين قد خذلوهم وأيسوا من نصرتهم نزلوا على حكم سعد بن معاذ ، فحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم بين المهاجرين والأنصار . ذكروا عن عبد الله عمر بن سعد بن معاذ عن أبيه أن سعداً لم يحكم فيهم ، ولكن النبي عليه السلام أرسل إليه فجاء على حمار فقال : " أشر علي فيهم . فقال سعد : لقد علمتُ أن الله أمرك فيهم بأمرٍ أنت فاعل ما أُمِرتَ به . قال : أشر علي فيهم . قال : لو وُليت أمرهم لقتلت مقاتلتهم وسبيت ذراريهم ونساءهم ولقسمت أموالهم . فقال النبي عليه السلام : والذي نفسي بيده لقد أشرت علي فيهم بالذي أمرني الله به فيهم " . ذكروا عن عطية القرظي ، وكان فيمن عرض على النبي عليه السلام يوم قريظة . فمن نبتت عانته قتل ، ومن لم تنبت ترك . قال : فنظروا فإذا عانتي لم تنبت وتركت .