Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 84-91)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا } بالنبوّة { وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ } أي من قبل إبراهيم . قوله : { وَمِن ذُرِّيَّتِهِ } أي ومن ذرية نوح هدينا { دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُحْسِنِينَ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَاليَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى العَالَمِينَ } أي : على عالم زمانهم . { وَمِنْ ءَابَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ } أي استخلصناهم للنبوّة { وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } أي : إلى الجنة . { ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } . { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ وَالحُكْمَ } يعني الفهم والعقل { وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ } يعني المشركين { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا } أي بالنبوّة { قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ } يعني النبيين الذين ذكر . وقال بعضهم : { فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ } يعني أهل مكة { فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا } أي بالنبوّة { قَوْماً لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ } يعني أهل المدينة . { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ } يعني النبيين الذين قصّ الله { فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ } يا محمد . { قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ } أي : على القرآن { أَجْراً إِنْ هُوَ } أي القرآن { إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } . قوله : { وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ } أي وما عظّموا الله حقّ عظمته ، يعني المشركين { إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ } ، يعني المشركين في تفسير بعضهم . وقال الحسن : هم اليهود ، كانوا يقولون : هؤلاء قوم أميّون ، يعنون النبي وأصحابه ، ولَبِسوا عليهم فكانوا يقولون ، أي يقول بعضهم لبعض : { ءَامِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا } ، أي بمحمد { وَجْهَ النَّهَارِ } أي أول النهار { وَاكْفُرُوا ءَاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ آل عمران : 72 ] ، أي إلى دين اليهود ، وقد فسّرناه في سورة آل عمران . ثم قالوا : { مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ } فقد كانت الأنبياء تجيء من عند الله فلم تكن تجيء بالكتاب ، فأين جاء محمد بهذا الكتاب ؟ قال الله لمحمد عليه السلام . { قُلْ } لهم { مَنْ أَنزَلَ الكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ } أي : لمن اهتدى به { تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ } مقرأ الحسن على التاء . { تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً } والقراطيس الكتب التي كتبوا بأيديهم بما حرّفوا من التوراة . { وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلاَ ءَابَاؤُكُمْ } يقول : علّمتم علماً فلم يصر لكم علماً بتضييعكم إياه ولا لآبائكم . { قُلِ اللهُ } الذي أنزل الكتاب { ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } وهذا قبل أن يؤمر بقتال أهل الكتاب . وقال مجاهد : { وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ } يعني مشركي العرب . { قُلْ مَنْ أَنزَلَ الكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً } وهو مقرأ مجاهد على الياء ، يعني أهل الكتاب { وَعُلِّمْتُم } أنتم معاشر العرب { مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلاَ ءَابَاؤُكُمْ قُلِ اللهُ } أنزله . { ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } .