Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 93-94)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً } وهذا على الاستفهام ، يقول : لا أحد أظلم منه { أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللهُ } . قال بعضهم : نزلت في مسيلمة الكذاب ، وهو قول الحسن . ذكر بعضهم قال : ذكر لنا أن نبي الله قال : " رأيت فيما يرى النائم أن في يدي سوارين من ذهب فكبُرا علي وأهمَّاني . فأوحى الله إلي أن أنفخهما فنفختهما ، فطارا فأولتهما في منامي الكذابين اللذين أنا بينهما : كذاب اليمامة مسيلمة ، وكذاب صنعاء العنسي " وكان يسمّى الأسود . وذكر الحسن أن مسيلمة كان قاعداً عند النبي ، فلما قام قال النبي عليه السلام هذا سقب هلكة لقومه . قوله : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالمَلاَئِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهُونِ } . ذكر بعض أصحاب النبي قال : هذا عند الموت ، يقبضون روحه ويعدونه بالنار ويشدد عليه ، وإن رأيتم أنه يهون عليه . ويقبضون روح المؤمن ويعدونه بالجنة ، ويهون عليه ، وإن رأيتم أنه يشدد عليه . وقال الحسن : هذا في النار ، يقال لهم : أخرجوا أنفسكم إن استطعتم لأنهم يتمنون الموت ولا يموتون . كقوله : { وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ } [ إبراهيم : 17 ] قوله عذاب الهون أي : الهوان . قوله : { بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الحَقِّ } كقوله : { وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ } [ النحل : 38 ] . قال : { وَكُنتُمْ عَنْ ءَايَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ } أي في الدنيا . قوله : { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي خلقنا كل إنسان فرداً ويأتينا يوم القيامة فرداً { وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ } أي ما أعطيناكم من مال وخول { وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ } أي في الدنيا . قوله : { وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ } يعني بالشفعاء ما قال المشركون في آلهتهم : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى } [ الزمر : 3 ] أي في أمر الدنيا ، في صلاحهم فيها ومعايشهم ، وليس يقرّون بالآخرة . { الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ } أي أنهم شركاء لله فيكم فعبدتموهم من دون الله . قال : { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } قال مجاهد : وصلكُم . وقال الحسن : الذي كان يواصل به بعضكم بعضاً على عبادة الأوثان ، يعني الوصلَ نفسه . وهذا تفسير من قرأها بالرفع . ومن قرأها بالنصب { لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ } أي ما بينكم من المواصلة { وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } أي أنها تشفع لكم ، كقوله : { هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللهِ } [ يونس : 18 ] .