Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 60, Ayat: 1-3)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفسير سورة الممتحنة ، وهي مدنية كلها { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله عز وجل : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ } [ يعني في الدين ] { تُلْقُونَ إلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ } أي في الدنيا { وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَآءَكُم مِّنَ الْحَقِّ } أي : القرآن { يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ } أي أخرجوا الرسل { أَن تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ } أي : إنهم أخرجوكم من مكة لأنكم آمنتم بربكم . ثم قال تعالى : { إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَآءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ } وبأخبار النبي عليه السلام والمؤمنين . { وَأَنَا اعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ } أي : ومن ينافق منكم . { فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ السَّبِيلِ } أي : قصد الطريق طريق الهدى . { إِن يَثَقَفُوكُمْ } أي : إن يظفروا بكم { يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَآءً وَيَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ } أي يقاتلوكم { وَأَلْسِنَتَهُم } أي : ويبسطوا إليكم ألسنتهم { بِالسُّوءِ } أي : بالشتم { وَوَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ } قال : { لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ } أي : بين المؤمنين وبين المشركين ، فيدخل المؤمنين الجنة ويدخل المشركين النار . قال تعالى : { وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } . نزلت الآية في أمر حاطب بن أبي بلتعة . تفسير الكلبي أن حاطب بن أبي بلتعة كتب إلى أهل مكة أن محمداً قد نفر . ولا أدري إليكم يريد أم غيركم ، فعليكم بالحذر . وكتب مع امرأة مولاة لبني هاشم وجعل لها جعلا ، وجعلت الكتاب في خمارها . فجاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره . فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبها عليّاً ورجلاً آخر ففتّشاها فلم يجدا معها شيئاً . فأراد صاحبه الرجوع فأبى علي . وسل عليها السيف وقال : ما كَذَبت ولا كُذبت . فأخذت عليهما عهدا إن أعطته إياهما ألا يردّاها . فأخرجت الكتاب من خمارها . قال الكلبي : فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم [ إلى حاطب . فلما حضر ] قال : هل تعرف هذا الكتاب يا حاطب . قال : نعم . قال : فما حملك على هذا . قال : أما والذي أنزل عليك الكتاب ما كفرت منذ آمنت ، ولا أحببتهم منذ فارقتهم ، ولم يكن من أصحابك أحد إلا وله بمكة من يمنع الذي له غيري ، فأحببت أن أتخذ عندهم مودّة ، وقد علمت أن الله منزل عليهم بأسه ونقمته ، وإن كتابي لن يغني عنهم شيئاً ، فصدّقه رسول الله وعذره ، فأنزل الله فيه هذا .