Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 38-43)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ } أي : في ذلك الكتاب { لَمَا تَخَيَّرُونَ } أي : ما تخيّرون . واللام صلة . [ أي : ليس عندكم كتاب تقرأون فيه إن لكم لما تخيرون ] . قال تعالى : { أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ } أي ما تحكمون . يقول أم جعلنا لكم بأن لكم ما تحكمون . أي : لم نفعل . وقد جعل الله للمؤمنين عنده عهدا . وقال : { لاَ يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً } [ مريم : 87 ] . وقال لليهود : { قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللهِ عَهْداً فَلَن يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ } [ البقرة : 80 ] . قال تعالى : { سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ } أي : حميل ، أي : يحمل عنا لهم بأن لهم ما يحكمون ، أي : يوم القيامة لأنفسهم بالجنة ، إن كانت جنة لقول أحدهم : { وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَى } [ سورة فصلت : 50 ] أي للجنة ، إن كانت جنة . قوله عز وجل : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ } أي : خلقوا مع الله شيئاً { فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ } . أي : قد أشركوا بالله آلهة لم يخلقوا مع الله شيئاً . قوله عز وجل : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } قال الحسن : عن ساق الآخرة . وقال مجاهد : عن شدة الأمر وجده ، أي : عن الأمر الشديد . وحدثني هشام عن المغيرة عن إبراهيم عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } قال : يكشف عن شدة يوم القيامة . وعن الضحاك أنه كان يرى مثل ذلك . قال ابن عباس : كانت العرب إذا اشتدت الحرب بينهم قالوا : قامت الحرب بنا على ساق . وعن سعيد بن جبير أنه سئل عن قوله : { يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } فغضب وقال : والله إنكم لتقولون قولاً عظِيماً ، إنما يعني الأمر الشديد . وعن سعيد بن جبير مثله : هو عذاب الاستئصال ، يعني إنه يعذبهم بالنفخة الأولى قبل عذاب يوم القيامة . قال عز وجل : { وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ } أي : ذليلة أبصارهم { تَرْهَقُهُمْ } أي : تغشاهم { ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُواْ يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ } أي : إلى الصلاة المفروضة { وَهُمْ سَالِمُونَ } . رجع إلى قوله تعالى : { وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ } أي : يُخادَعون بذلك كما كانوا يُخادِعون في الدنيا ، وذلك أن سجودهم في الدنيا راءَوا بِهِ الناس .