Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 21-29)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال عز وجل : { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } أي : مرضية ، قد رضيها { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } أي : في السماء . { قُطُوفُهَا } أي : ثمارها { دَانِيَةٌ } فيقول لأصحابه : هل تعرفونني ، فيقولون : قد غيّرتك كرامة الله ، من أنت ، فيقول : أنا فلان بن فلان ، ليستبشر كل رجل منكم بمثل هذا . ذكروا عن البراء بن عازب قال : أدنيت منهم وذلّلت ، يتناولون أيها شاءوا ، قعوداً أو مضطجعين وكيف شاءوا . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده إن أهل الجنة يتناولون من قطوفها وهم متكئون ، فما تصل إلى في أحدهم حتى يُبدِل الله مكانها أخرى " . قوله عز وجل : { كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ } أي : بما قدمتم على قدر أعمالكم { فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } وهي أيام الدنيا : وهي في الآخرة أيام خلت . ذكروا عن عبد الله بن أوفى أن رجلاً قال : يا رسول الله ، كيف شهاء أهل الجنة قال : يأكلون ويشربون وإذا امتلأت بطونهم قيل لهم : هنيئاً لكم شهوتكم ، فيرشحون عند ذلك مسكاً لا يبولون ولا يتغوّطون ولا يمتخطون . قال تعالى : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَه وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ } . قال الحسن : يقولها في النار ، يتمنى الموت . وهو مثل قوله : { يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } [ الزخرف : 77 ] . قال بعضهم : يقول : يا ليتني مت قبل أن أحاسب ، وقبل أن أوت كتابيه . قال : وإذا كان الرجل في الشر رأسا يدعو إليه ويأمر به ويكثر عليه تبعه نودي باسمه واسم أبيه ، فيتقدم إلى حسابه ويخرج له كتاب أسود بخط أسود ، في باطنه الحسنات وفي ظاهره السيئات ؛ فيبدأ بالحسنات فيقرأها فيفرح ، ويظن أنه سينجو . فإذا بلغ آخر الكتاب وجد : هذه حسناتك , وقد ردت عليك , فيسود وجهه ويعلوه الحزن , ويقنط من كل خير . ثم يقلب كتابه فيقرأ سيئاته ، فلا يزداد إلا حزنا ، ولا يزداد وجهه إلا سواداً . فإذا بلغ آخر الكتاب وجد فيه : هذه سيئاتك قد عظم بلاؤها ؛ فيعظّم للنار ، وترزقّ عيناه ويسودّ وجهه ، ويكسى سرابيل القطران ويقال له : انطلق إلى أصحابك فأخبرهم أن لكل إنسان منهم مثل هذا . فينطلق وهو يقول : { يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَه وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَة } { مَآ أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ } . ذكروا عن عكرمة عن ابن عباس قال : هلكت عني حجتي .