Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 79-85)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاقَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ } وهذا بعد ما هلكوا . قوله : { وَلُوطَاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ } أي : وأرسلنا لوطاً ، تبعاً للكلام الأول في قصة نوح وهود وصالح { أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ } أي إن هذا لم يكن فيما خلا من الأمم قبلكم أن ينكح الرجال بعضهم بعضاً . { إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ } أي : مشركون . قال الحسن : كانوا لا يفعلون ذلك إلا بالغرباء ، ولا يفعله بعضهم ببعض . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أخوف ما أخافه على أمتى عمل قوم لوط " قال : { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } أي يتنزهون عن إتيان الرجال في الأدبار . وقال مجاهد : يتطهرون من أدبار الرجال وأدبار النساء . وقال الحسن : يتطهرون من أعمالكم ، فلا يعملون ما تعملون . وهذا وقول مجاهد واحد في إتيان الرجال في أدبارهم إلا أن مجاهداً ذكر النساء . قال : { فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ } أي في عذاب الهالكين . { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً } أي الحجارة التي رموا بها ، رمى بها من كان خارجاً من المدينة في حوائجهم وأهل السفر منهم ، وأصاب قريتهم الخسف . قال : { فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِينَ } وهذا جرم شرك . وهو جرم فوق جرم ، وجرم دون جرم . وقال بعضهم : عاقبتهم أن دمّر الله عليهم ثم صيّرهم إلى النار . قوله : { وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً } أي وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيباً ، تبعاً للكلام الأول ، هو أخوهم في النسب ، وليس بأخيهم في الدين . { قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ } أي النبوة التي أتاهم بها . { فَأَوْفُوا الكَيْلَ وَالمِيزَانَ } وكانوا يطففون في المكيال وينقصون الميزان . { وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ } أي : لا تنقصوا الناس أشياءهم { وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا } . قال بعضهم : هذا بعدما بعث إليكم النبي عليه السلام واستجيب له . { ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } يقول : ولا ينفعكم أن توفوا المكيال والميزان في الآخرة إن لم تكونوا مؤمنين .