Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 1-3)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تفسير سورة الإِنسان وهي مكية كلها { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قوله تعالى : { هَلْ أَتَى } أي : قد أتى { عَلَى الإِنسَانِ } يعني آدم { حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } أي : في الخلق ، وهو عند الله مذكور أنه خالقه ؛ لأنه خلق الأشياء كلها ؛ صغارها وكبارها ، ما يرى منها وما لا يرى من دواب الأرض والبحر والبر والهوام والسباع ، يعني أصول الخلق في الأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض ، غير آدم خلقه الله يوم الجمعة ، آخر الأيام السبعة . ذكروا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذ تبنة من الأرض فقال : يا ليتني كنت هذه التبنة ، ويا ليت أمي لم تلدني ، يا ليتني كنت نسياً منسياً ، يا ليتني لم أكن شيئاً مذكوراً . وذكروا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ هذه الآية : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَّذْكُوراً } فرفع صوته وقال : يا ليتها تمّت . قال : { إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ } يعني نسل آدم { أَمْشَاجٍ } تفسير الحسن : يعني مشج ماء الرجل بماء المرأة . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ماء الرجل أبيض غليظ ، وماء المرأة أصفر رقيق ، فمن أيهما سبق ، أو قال : علا ، فمنه يكون الشبه " . قال تعالى : { نَّبْتَلِيهِ } أي : نختبره . قال : { فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ } أي : بصّرناه سبيل الهدى وسبيل الضلالة كقوله عز وجل : { وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ } [ البلد : 10 ] أي سبيل الهدى وسبيل الضلالة . قال تعالى : { إِمَّا شَاكِراً } أي مؤمناً { وَإِمَّا كَفُوراً } .