Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 27-41)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا } بغير عمد { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } بينكم وبينها مسيرة خمسمائة عام . قال عز وجل : { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا } أي : وأظلم ليلها { وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } أي : شمسها ونورها . قال : { وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَآ } أي : بسطها [ بعد خلق السماوات والأرض . قال بعضهم : وكان بدء الخلق ، فيما بلغنا أنها كانت طينة في موضع بيت المقدس ثم خلق السماوات ، ثم دحا الأرض ] فقال لها اذهبي أنت كذا واذهبي أنت كذا . ومن مكة بسطت الأرض ، ثم جعل فيها جبالها وأنهارها وأشجارها . قال عز وجل : { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا } أي : أثبتها وجعلها أوتاداً للأرض . قال الحسن : لما خلق الله الأرض جعلت تميد ، وقد فسرنا حديثه في غير هذا الموضع بأجمعه . قال عز وجل : { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأََنْعَامِكُمْ } أي : تستمتعون به إلى الموت . وهذا تبع للكلام الأول : أخرج منها ماءها ومرعاها [ للإمتاع لكم ] . قال عز وجل : { فَإِذَا جَآءَتِ الطَّآمَّةُ الْكُبْرَى } أي : النفخة الآخرة { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى } أي : ما عمل ، يوم يحاسب الله الناس بأعمالهم . { وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى } . قال تعالى : { فَأَمَّا مَن طَغَى } أي : كفر { وَءَاثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } أي : لم يؤمن بالآخرة لقولهم : { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } [ المؤمنون : 37 ] . قال عز وجل : { فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ المَأْوَى } أي المنزل ، أي منزله . { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } أي : موقفه بين يدي الله . ذكروا عن مجاهد في قوله عز وجل : { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [ الرحمن : 46 ] قال : من أراد ذنباً فذكر الله أنه قائم عليه فتركه . فقال ها هنا : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } { وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } أي : منزله .