Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 72-73)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا } أي إلى المدينة { وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ } يعني المهاجرين { وَالَّذِينَ ءَاوَوا وَّنَصَرُوا } يعني الأنصار آووا المهاجرين لأنهم أهل الدار ونصروا الله ورسوله . { أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } يعني المهاجرين والأنصار . ذكروا أن المهاجرين قالوا : يا رسول الله ، ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن بذلاً في كثير ، ولا أحسن مواساة في قليل ، قد كفونا المؤونة ، وأشركونا في المَهْنَإِ ؛ قد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله . قال : كلاّ ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم . قوله : { وَالَّذِينَءَامَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا } هذا في الميراث . قال بعضهم : نزلت هذه الآية فتوارث المسلمون زماناً بالهجرة . وكان الأَعرابي المسلم لا يرث من قريبه المهاجر شيئاً . [ ثم نسخ ذلك ] في سورة الأحزاب في هذه الآية : { وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُهَاجِرِينَ } [ الأحزاب : 6 ] فخلط الله المؤمنين بعضهم ببعض وصارت المواريث بالملل . غير واحد من العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يتوارث أهل ملتين " ذكر عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر ، لا يتوارث أهل ملتين شتى " وقال الحسن : أراد أن يحض الأَعراب على الهجرة ، فلم يكن الأَعرابي يرث المهاجر ولا المهاجر الأَعرابي . وهو منسوخ . قوله : { وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } لهم ، يعني الأعراب ، لحرمة الإِسلام . { إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ } يعني أهل الموادعة وأهل العهد من مشركي العرب ، من كان بينه وبين رسول الله عهد ، فنِهُي المسلمون عن أهل ميثاقهم { وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } أي : لا يخفى عليه شيء من أعمالكم . قوله : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } أي في الألفة والجماعة على معاصي الله . { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } . نزلت هذه الآية حين أُمِر النبي بقتال المشركين كافة ، وقد كان قوم من المشركين يكونون بين رسول الله وبين حربه من قريش . فإذا أرادهم رسول الله قالوا له : ما تريد منا ونحن كافّون عنك ، وقد نرى ناركم . وكان أهل الجاهلية يعظمون النار لحرمة قرب الجوار ، لأنهم إذا رأوا نارهم فهم جيرانهم . وإذا أرادهم المشركون قالوا : ما تريدون منا ونحن على دينكم . فأنزل الله : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } أي : فألحقوا المشركين بعضهم ببعض حتى يكون حكمكم فيهم واحداً . { إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ } أي شرك { فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } . وقال بعضهم : كان [ ينزل ] الرجل بين المشركين والمسلمين فيقول : أيهم ظفر كنت معه ، فأنزل الله في ذلك . فلا تراءى ناران : نار مشرك ونار مسلم إلا صاحب جزية مُقِرّ بها . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى أناس من خثعم كان فيهم لهم وليجة ولجوا إليهم . فلما رأوهم استعصموا بالسجود فقتل بعضهم . فبلغ ذلك النبي عليه السلام فقال : " أَعطوهم نصف العقل . ثم قال يومئذٍ عند ذلك : ألا إني بريء من كل مسلم مع مشرك في داره . قيل : لِمَ يا رسول الله ؟ قال : ألا لا تراءى ناراهما " ذكر الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم ، فمن ساكنهم أو جامعهم فهو منهم " وهذا مثل الحديث الأول .