Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 83, Ayat: 30-36)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال تعالى : { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ } أي بالنبي وأصحابه { يَتَغَامَزُونَ } أي : يقولون هذا القول . قال : { وَإِذَا انقَلَبُواْ } يعني المشركين { إِلَى أَهْلِهِمُ } في الدنيا { انقَلَبُواْ فَكِهِينَ } أي : مسرورين . كقوله تعالى : { إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً } [ الانشقاق : 13 ] . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله عز وجل : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين . لا يخافني في الدنيا إلا أمنته في الآخرة ، ولا يأمنني في الدنيا إلا خوفته في الآخرة " . وقال في آية أخرى : { إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } [ الطور : 26 - 28 ] وقال عز وجل : { وَيَنقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً } [ الانشقاق : 9 ] أي : في الجنة . وقال في الكافر : { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ } أي في الدنيا { مَسْرُوراً } [ الإِنشقاق : 11 - 13 ] . قال عز وجل : { وَإِذَا رَأَوْهُمْ } أي إذا رأوا أصحاب النبي عليه السلام { قَالُواْ إِنَّ هَؤُلآءِ لَضَآلُّونَ } أي : بتركهم شهواتهم في الدنيا لنعيم الآخرة زعموا . قال الله تعالى : { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } أي يحفظون أعمالهم ، يعني المشركين . قال : { فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } . قال الحسن : هذه والله الدُّولة الكريمة التي أدال الله المؤمنين على المشركين في الآخرة ، فهيم يضحكون منهم وهم متكئون على فرشهم ينظرون كيف يعذَّبون ، كما كان الكفار يضحكون منهم في الدنيا . والجنة في السماء والنار في الأرض . ذكروا أن كعباً قال : بين الجنة والنار كوى ؛ فإذا أراد الرجل من أهل الجنة أن ينظر إلى عدوّ له من أهل النار نظر فرآه . وهو قوله : { فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ … } إلى آخر الآية . وتفسير الحسن إنهم يضحكون منهم حين يفتح لهم باب من الجنة ، فيدعون ليدخلوها ، فإذا جاءوا أغلق دونهم فيرجعون ، ثم يدعون ، فإذا جاءوا أغلق دونهم فيرجعون ، فيدعون ليدخلوا فإذا جاءوا أغلق دونهم ، حتى إنهم يدعون فما يجيئون من اليأس . وقال بعضهم : هؤلاء المنافقون ، وهم كانوا أشد استهزاء بالنبي والمؤمنين وأشدّ ضَحِكا من المشركين ، فأدال الله المؤمنين عليهم في الآخرة وخدعهم بفتح باب الجنة لهم ليدخلوها كما كانوا يخدعون في الدنيا . قال الله : { هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ } أي : هل جوزي الكفار { مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } أي : جوزوا في الآخرة ما كَانوا يفعلون في الدنيا ، أي : نعم ، قد جوزوا شر الجزاء في تفسير الكلبي . وقال الحسن : شر ثواب وشر دار .