Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 86, Ayat: 8-17)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّهُ } أي : إن الله { عَلَى رَجْعِهِ } أي : على أن يبعثه بعد موته { لَقَادِرٌ } وبعضهم يقول : { إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ } أي على رجع ذلك ، أي النطفة ، في الاحليل لقادر . قوله : { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ } أي : تختبر وتظهر ، يعني سرائر القلوب . وهو قوله : { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً } [ الأحزاب : 72 ] . ذكروا أن ابن أسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ائتمن الله ابن آدم على ثلاث : على الصلاة ولو شاء قال صليت ، وعلى الصوم ولو شاء قال صمت ، وعلى الاغتسال من الجنابة ولو شاء قال قد اغتسلت ثم تلا هذه الآية : { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ } " . قال تعالى : { فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ } من عذاب الله { وَلاَ نَاصِرٍ } أي : ينصره ، وهذا المشرك . ثم أقسم فقال : { وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ } أي بالمطر عاماً فعاماً { وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ } أي : بالنبات { إِنَّهُ } يعني القرآن { لَقَوْلٌ فَصْلٌ } أي لقول حق { وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ } أي : بالكذب وقال مجاهد : بالعبث . ثم قال : { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } يعني المشركين ، يكيدون بالنبي عليه السلام ، وذلك لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي عليه السلام ، وهو قوله تعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ } [ الأنفال : 30 ] قال تعالى : { وَأَكِيدُ كَيْداً } أي : أعذبهم في الدنيا والآخرة ، فعذّبهم يوم بدر بالسيف ، ويعذب كفار آخر هذه الأمة بالنفخة الأولى ، ولهم عذاب النار في الآخرة . قال تعالى : { فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } أي : قليلا . وهذا وعيد في تفسير الكلبي . وقال قتادة ، قليلاً ، { أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } أي : ليوم بدر .