Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 87, Ayat: 8-19)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال تعالى : { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى } أي : لعمل الجنة . { فَذَكِّرِ } أي : بالقرآن { إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى } أي : إنما ينتفع بالتذكرة من يقبلها . قال تعالى : { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى } أي : من يخشى الله تعالى { وَيَتَجَنَّبُهَا } أي : يتجنب التذكرة { الأَشْقَى } أي : المشرك والمنافق { الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى } ، وهي نار جهنم ، والصغرى نار الدنيا ، كقوله : { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً } [ الواقعة : 73 ] أي من النار الكبرى . قال : { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى } أي : ثم لا يموت فيها فيستريح ، ولا يحيا حياة تنفعه . قال عز وجل : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } أي من آمن { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } وكانت الصلاة يومئذ ركعتين غدوة وركعتين عشية . وقال بعضهم : { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى } أي زكاة الفطر { وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى } أي : صلاة العيد أي : أدّى زكاة الفطر قبل أن يخرج إلى المصلَّى . ذكروا عن عمر بن عبد العزيز . ذكر بعضهم قال : كان صوم رمضان وأداء زكاة الفطر بعده بالمدينة ، ولكن في القرآن أشياء نزلت بما يكون حتى تبلغ حدها ثم يعمل بها . قال : { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } وهي تقرأ على وجهين : { تُوثِرُونَ } { وَيُؤثِرُونَ } فمن قرأها { تُؤثِرُونَ } يقولها للمشركين ، أي : تزعمون أن الدنيا باقية وأن الآخرة لا تكون . ومن قرأها { تَؤثِرُونَ } فهو يقول للنبي عليه السلام : { بَلْ يُؤثِرُونَ } ، يعني المشركين الحياة الدنيا . { والآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } أي : هي خير من الدنيا ؛ الدنيا لا تبقى والآخرة باقية ، يعني بهذا الجنة . قال تعالى : { إِنَّ هَذَا } تفسير الحسن : يعني القرآن { لَفِي الصُّحْفِ الأُولَى صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسَى } تفسير بعضهم : فيها أن الآخرة خير من الدنيا وأبقى لكم .