Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 101-101)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ } أي اجترأوا عليه ، والمتمرد الجريء على المعاصي . { لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ } أي لا تعرفهم أنت يا محمد . نحن نعرفهم . وقد عرفهم الله رسوله وأعلمه بهم بعد ذلك ، وأسرّهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حذيفة ابن اليمان . ذكروا عن الحسن أنه قال : مات رجل له صحبة إلى جانب حذيفة فلم يصلِ عليه حذيفة . فأرسل إليه عمر فأغلظ له ، ويقال : يموت رجل من أصحاب النبي إلى جانبك ولا تصلي عليه . قال : يا أمير المؤمنين ، إنه من القوم . فقال له عمر : أناشدك بالله ، أنا منهم ، قال : لا ، والله لا أؤمن منها أحداً بعدك . وقال بعضهم : قال له عمر : يموت رجل من أصحاب النبي إلى جانبك لا تسأل عليه ؟ فقال له حذيفة : لو كنت مثله ما صليتُ عليك . قال : أمنافق هو يا حذيفة ؟ قال : ما كنت لأخبرك بسرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال عمر : أناشدك الله ، أنا منهم . قال حذيفة : اللهم لا . وفي هذا دليل لأهل الفراق أن عمر لم يَلُم حذيفةَ على أن لا يصلي عليه ، وهو عند عمر مسلم . وفي قول عمر : يا حذيفة أناشدك الله أنا منهم ما يدل كل ذي نُهى وحِجى أن عمر لم يكن يخاف على نفسه أنه مشرك ، بل إنه خاف أن تكون له معاصِ في الإِسلام توجب عليه النفاق ، أو يكون نبي الله قد أسرَّ إلى حذيفة شيئاً من ذلك . وأما الشرك ، فلم يكن يخافه عمر على نفسه ، ولا يظنه به . قوله : { سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ } فأما إحداهما فبالزكاة تؤخذ منهم قهراً ، وأما الأخرى فعذاب القبر في تفسير بعضهم . { ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } يعني المنافقين . وعذاب القبر أيضاً في سورة طه [ 124 ] في قوله : { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكَاً } ذكروا عن أبي سلمة بن عبد الرحمن [ عن أبي هريرة ] عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكروه عن عبد الله بن مسعود ، وذكروه عن أبي سعيد الخدري أنه قال : " هو عذاب القبر يلتئم على صاحبه حتى تختلف أضلاعه " وقال بعضهم : { سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ } أي : عذاب الدنيا وعذاب القبر ، { ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } ، أي جهنم .