Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 1-2)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { بَرَاءَةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ } يعني بالبراءة براءة من العهد الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مشركي العرب . يقول للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : { بَرَاءَةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ } ، ثم أقبل على أهل العهد من المشركين فقال : { فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ } وكان ذلك بقية عهدهم من يوم النحر إلى عشر ليالٍ يمضين من ربيع الآخر ، وهو العام الذي حجّ فيه أبو بكر الصديق ونادى فيه عليّ بالآذان . وفي تفسير الحسن " أن النبي عليه السلام أمر أبا بكر أن يؤذن الناسَ بالبراءة . فلما مضى دعاه فقال : إنه لا يبلغ عني في هذا الأمر إلا من هو من أهل بيتي . وقال بعضهم : إلا من هو مني . فأمر بذلك علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه " . ذكر الأعمش عن بعض أشياخه أن النبي بعث ببراءة مع أبي بكر ، ثم أتبعه علياً . فأمره أن ينادي بها . ورجع أبو بكر إلى النبي يبكي ، فقال : يا رسول الله ، هل أنزل في شيء ؟ قال : " لا . فذكر ما لا أحفظه وحج أبو بكر بالناس ذلك العام " . ذكروا أن مجاهداً قال : { إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ } ، يعني خزاعة ومدلج ومن كان له عهد غيرهم . أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك حين فرغ منها ، فأراد أن يحج . ثم إِنه قال : " إنه يحضر البيت مشركون يطوفون عراة ، ولا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك " فأرسل أبا بكر وعلياً فطافا بالناس بذي المجاز وبأمكنتهم التي كانوا يتبايعون فيها ، وبالموسم كله ، فآذنوا أصحاب العهد بأن يأمنوا أربعة أشهر ، وهي الأربعة الأشهر المنسلخات المتواليات : عشرون من آخر ذي الحجة إلى عشر يخلون من شهر ربيع الأخر ، ثم لا عهد لهم . ذكروا أن أبا بكر أُمِّر يومئذٍ على الحاج ، ونادى فيه علي بالأذان . وكان عام حجّ فيه المسلمون والمشركون ، فلم يحج المشركون بعده . قوله : { وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ } أي إنكم لستم بالذين تعجزون الله وتسبقونه في الأرض حتى لا يقدر عليكم . { وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الكَافِرِينَ } .