Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 8-19)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال تعالى : { إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } أي : المرجع يوم القيامة . قال الله عز وجل : { أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى } نزلت في أبي جهل ؛ كان ينهى النبي عليه السلام عن الصلاة { أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى } يعني النبي عليه السلام ؛ أي : إن محمداً على الهدى { أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى } وهو محمد عليه السلام أمر العباد بطاعة الله . { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى } يعني أبا جهل ، كذب بكتاب الله وتولى عن طاعة الله ، أي : قد كذب وتولّى . قال عز وجل : { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللهَ يَرَى } أي : يرى عمله . { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ } يعني أبا جهل ، عن كفره وتكذيبه { لَنَسْفَعاً } أي : لنأخذن { بِالنَّاصِيَةِ } اي : ليجرّن بالناصية ، أي : ناصية أبي جهل ، أي تجره الملائكة بناصيته ، تجمع بين ناصيته وقدميه من خلفه فتلقيه في النار . وهو مثل قوله تعالى : { يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ } [ الرحمن : 41 ] قال عز وجل : { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } وهي ناصية أبي جهل ، وهو الكاذب الخاطىء المشرك . { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } أي فليدع أبو جهل إذا دعونا بالزبانية ، خزنة جهنم فجروا بناصيته إلى النار ، فليدع حينئذ ناديه . قال بعضهم : عشيرته . وقال الحسن : جلساءه ، أي : فليمنعوه من ذلك . قال تعالى : { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ } أي : لا تطع أبا جهل فيما يأمرك به ، يقوله للنبي عليه السلام . { وَاسْجُدْ } أي : وصل لربك { وَاقْتَرِبْ } وهو الدنوّ . أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجداً . ذكروا عن كعب قال : إن أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجداً ، واغتنموا الدعاء عند نزول المطر . وقال الحسن : أقرب ما يكون العبد إلى الله إذا كان ساجداً ثم تلا هذه الآية : { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } .