Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 43-43)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومِنْهم مَنْ ينْظُر إليْك } بعينيه ، ويشاهد بهما دلائل النبوة والصدق ، ولكن لا يؤثر ذلك فى قلبه ، ولا يصدق به ، فهو كمن لم ينظر ، ولذلك قال { أفأَنْتَ تَهْدى العُمْى } بأن تجعل فى عيون وجوههم نورا يهتدون به حيث ساروا . { ولَوْ كانُوا لا يُبصِرُونَ } أى الآية لهم يعقلون بها الهدى ، فذلك بمنزلة لا يعقلون ، عدل عنه لئلا يتكرر ، لا يقدر على ذلك ، فكذلك لا تقدر على تأثير ذلك فى قلب من ذكر ، والواو الداخلة على لو فى الموضعين للحال ، شبههم بمن هو أصم وأعمى ، والحال أيضا أنه لا عقل لهم ، فإن الأصم العاقل قد يتفرس بما رأى بعينه ، أو بدوى صوت ما إذا وقع فى صماخه ، والأعمى العاقل ينتفع بما يسمع . ويجوز أن يراد بالصم والعمى هؤلاء المكذبون ، فكأنه قيل أفأنت تسمعهم سماع قبول ولو كانوا لا يعقلون ، أفأنت تهديهم إلى الحق ولو كانوا لا يبصرون ، فوضع الظاهر موضع المضمر ، ليدل على أنهم لا ينتفعون بسمعهم ونظرهم ، وعلى هذا فالجمع فى قوله { العُمْى } نظر إلى معنى مَنْ فى قوله { مَنْ ينظر } بعد مراعاة لفظها فى ينظر ، وذلك فى المعنى ، تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعليل لقوله { فقل لى عملى } الخ أى أعرض عنهم ، فإن كلامك لا يؤثر فيهم ، ولما كان ذلك موجبا لعذابهم ، ذكر أنهم استوجبوه بأفعالهم التى أتوها اختبارا منهم ، لا بظلم من الله تعالى عنه فقال { إنَّ الله لا يظْلمُ النَّاس شَيئاً } .