Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 57-57)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا أيُّها النَّاسُ } هذا على عمومه ، وقيل أهل مكة ، وقيل قريش { قَدْ جاءتْكُم موْعِظةٌ } هى القرآن ، ونكر تعظيما ، والوعظ قول يأمر بمعروف ، ويزجر من منكر ، ويرفق تارة ، ويغلظ أخرى ، ويوعد ويعد ، وقيل الوعظ زجر مقترن بتخويف ، وقال الخليل ، تذكير بخير فيما يرق له القلب ، وقيل الدلالة على ما يدعو إلى الإصلاح بطريق الرغبة والرهبة ، قبل النطق بالحكمة العلمية الكاشفة عن محاسن الأعمال ومفاتيحها الفرعية ، فى المحاسن الزاجرة عن القبائح ، وبالحكمة النظرية ، وذلك كله صفة القرآن العزيز . { مِنْ ربِّكُم } لا من عند محمد أو غيره { وشِفاءٌ } إزالة ، فاللام بعد للتقوية ، أو دواء واللام على أصلها { لما فى الصُّدورِ } من الشكوك والعقائد الفاسدة ، والجهات لا المهلكة ، تشبيه ذلك بالمرض ، كما دل عليه بلفظ الشفاء ، بل داؤه أضر من ذلك المرض ، وخص الصدر للذكر ، لأنه موضع القلب الذى هو أفضل عضو ، والموعظة والشفاء عامَّان بمعنى أنه فى نفسه شفاء ولو لم يستشف به الكافر . { وهدًى } إيصال الى الحق واليقين ، وتوفيق إليهما { ورحْمةٌ للمؤمنينَ } الذين سبقت لهم السعادة خاصة إذ نجوا به إلى نور الإيمان ، درجات الجنان ، من ظلمات الضلال ، ودركات النيران .