Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 71-71)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ واتْلُ } اقْرأ { عَليْهم } أى على كفار مكة وغيرهم { نَبَأ } خبر { نوحٍ } مع قومه لتهددهم به ، وتعظهم للتسلى به { إذْ } بدل من نبأ بدل اشتمال ، باعتبار الجملة المضاف هو إليها بعد { قالَ لقَومِه يا قَوْم } هم بنو قابيل فيما قيل ، والواضح أن فيهم سواهم ، لكن الكل كفار . { إنْ كانَ } أى هو ، أى الشأن ومقامى فاعل كبر ، ويجوز كون مقامى اسم كان ، وفى كبُر ضميره ، لأنه فى نية التقديم ، ولا بأس بتأخيره الاسم عن الخبر الفعلى ، إذ لم يكن ليس أو كان زائدة { كَبُر عَليْكم } ثقل عليكم وشق { مَقامِى } لبثى فيكم مدة طويلة بألف سنة إلا خمسين عاما ، وكان كلامه عليه السلام هذا فى آخر المدة فيما قيل ، وقيل إنه لم يتعرض لهم بعد الأمر باتخاذ السفينة ، أو مقامى نفسى كما يقال إلى حضرة فلان ، وإلى جناب فلان ، وفعلت كذا لمقام فلان ، أى لفلان وإلى فلان ، ومنه { ولمن خاف مقام ربه } أى خاف ربه ، أو قيامى على الدعوة وعلى رجلى كعادة الخطباء . { وتَذْكِيرِى } إياكم أى وعظى { بآياتِ اللهِ } حججه وبيناته { فَعَلى اللهِ } لا على غيره { توكَّلتُ } وهذا نائب عن جواب محذوف ، أى فافعلوا أى ما شئتم من ضر ، أو فلن أبالى بضركم ، ودل على ذلك أن من شق عليه من إنسان أمر يعاقبه . { فأجْمِعُوا } بقطع الهمزة وكسر الميم عند نافع وغيره { أمْركُم } أى فأحكموا أمركم ، واعزموا عليه ، يقال أجمع أمره أى أحكمه وعزم عليه { وشُركاءكُم } مفعول معه لا معطوف على أمركم ، لأن أجمع بالهمزة لا يتعلق بالذوات كالشركاء ، بل بالمعاني كالأمور ، تقول أجمعت رأيى ، ولا تقول أجمعت شركائى لنقسم ما اشتركنا ، ويجوز العطف بتقدير مضاف ، أى وأمر شركائكم ، وأن يكون مفعولا لمحذوف ، أى وأجمعوا شركاءكم بوصل الهمزة وفتح الميم من جمع الثلاثى ، فإنه يتسلط على الذوات والمعانى ، أو ادعوا شركاءكم ، كقوله علفتها تبنا وماء . وفى مصحف أبىّ فأجمعوا أمركم ، وادعوا شركاءكم ، وهو دليل على تقدير ادعوا ، وقرأت فرقة وشركائكم بالخفض ، وأمر شركائكم كقوله @ أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا @@ أى وكل نار ، وهو دليل على عطف شركاء بالنصب على أمركم بتقدير مضاف كما مر ، وقرأ أبو عبد الرحمن ، والحسن ، وعيسى ، وسلام ، ويعقوب ، وأبو عمرو ، وفى رواية ضعيفة عنه بالرفع عطفا على الواو ، لوجود الفاعل ، وهو دليل النصب على المعية فى قراءة النصب ، وقرأ الأعرج ، وأبو رجاء ، وعاصم فى رواية ، والجحدرى ، والزهرى ، والأعمش ، ونافع فيما روى عنهم الأصمعى فاجمعوا أمركم وشركاءكم بوصل الهمزة ، وفتح الميم ، ونصب الشركاء عطفا على أمركم بلا تقدير من جمع كذا إلى كذا ، أمرهم أن لا يألوا جهدا فى إهلاكه ، فإنه واثق بالله ، غير ميال بهم ، وإنما أمرهم أن يستعينوا بالأصنام تعجيزا لها ، وتهكما عليهم ، إذ اعتقدوا أنها تضر وتنفع . { ثمَّ لا يَكُن أمْركُم عَليْكم غُمةً } ظاهرة أنه نهى الأمر أن يكون غمة عليهم ، والمراد نهيهم عن أن يحولوا أمرهم مستورا عليهم ، أى على بعضهم ، يعنى اعملوا كلكم فى أمركم الذى تكيدوننى به ، واعملوا به كلكم ، وأشهروه أو نهيهم عن أن يجعلوا أمرهم غمة عنه عليهم ، أى سراً مقصورا عليه ، مستورا عنه ، ويجوز أن يكون المراد بالأمر حالهم فى حياتهم ، والغمة الغم والهم ، أى أهلكونى فلا تكون معيشتكم منغصة عليكم بتذكيرى ووعظى ، وعليكم حال من غُمة أو متعلق به . { ثم اقْضُوا إلىَّ } أى امضوا فى الأمر الذى تريدونه من إهلاكى ، وأوصلوه إلىَّ ، ويجوز أن يشبه هلاكه بدين يرونه حقا عليهم ، كما يرى الرجل قضاء الدين واجبا عليه ، ورمز لذلك بلفظ القضاء ، فيكون ذلك من الاستعارة بالكناية ، كذا ظهر لى ، وقرئ ثم افضوا إلىَّ بالفاء أى انتهوا إلىَّ بشركم ، أو اخرجوا به إلى الفضاء ، كقولك أصحر الرجل أى خرج إلى الصحراء ، والمراد أظهروه إلىَّ ، ومن ذلك قولى فى عدو @ فإن كان مصحراً إلىَّ بسيفه فإنى لمصحر إليه ومسحر @@ أى خارج إلى الصحراء فى شأنه ، وخارج لذلك سحراً مبكراً . { ولا تُنْظرونِ } لا تمهلونى ولا تأخرونى ، فلست مياليا بكم .