Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 94-94)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فإنْ كُنتَ فى شَكٍّ } تردد وقد استعمل فى الظن وهو محتمل هنا ، والشك ضرب من الجهل ، وكل شك جهل ، وليس كل جهل شك ، فبينهما عموم وخصوص مطلقان { ممَّا أنزَلنا إليْكَ } أى القرآن والقصص ، والصحيح عندى الأول ، ولو ضعفه بعض ، وهذا الشك على سبيل الفرض والتقدير ، لا على إثبات أنه شاك حاشاه . { فاسْأل الِّذينَ يقْرءُونَ الكِتابَ } التوراة ، أو حقيقة الكتاب فيشملها ، والإنجيل جميعا { مِنْ قَبلكَ } كعبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ونحوهما ، ممن آمن من علماء أمر الكتاب ، فإنهم الموثوق بجوابهم لإيمانهم ، قاله الضحاك ، ونسب للمحققين ، وقيل المراد علماؤهم مطلقا ، فإن أمرك محقق فى كتبهم ، على نحو ما ألقينا إليك ، أقروا أو جحدوا . " روى أنه لما نزل ذلك قال صلى الله عليه وسلم " لا أشك يا رب ولا أسأل أهل الكتاب ، بل أكتفى بما أنزلت علىَّ " " فالمراد تهييج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزيادة تثبيت له ، وتحقيق أمره ، والاستشهاد عليه بما فى الكتب المتقدمة ، وليس كما قيل المراد ، فالتحقيق للأمر ، والاستشهاد ، وأما التهييج بل المراد كلاهما ، فإن قوله { إن كنت فى شك } تهييج وقوله { فاسأل } الخ تحقيق واستشهاد ، ويجوز أن يكون المراد التهييج ، وبيان أن أمرك عِلْم قد رسخ فيه أهل الكتاب . وقيل الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم ، والمراد من شك ، ويناسبه { قل يا أيها الناس إن كنتم فى شك من دينى } وقيل الخطاب للشمول ، أى فإن كنت فى شك يا من يمكن منه الشك ، والآية تشير إلى المسارعة إلى أهل العلم إذا اعترت شبهة . { لَقَد جاء الحقُّ مِنْ ربِّكَ } أى ما لا يقبل الشك { فلا تكونَنَّ مِنَ الممتَرينَ } الشاكين ، والامتراء افتعال من المرية .