Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 10-10)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولَئنْ أذقْناهُ نعْماءَ } مفرد بمعنى النعمة ، أو اسم جمع للنعمة ، أو بمعنى الإنعام ، أو اسم جمع له ذكر غير الأول الشنوانى كصحة وغنى وعافية وعز { بَعْد ضَرَّاءَ } كسقم وفقر ، وفتنة وذل { مسَّتْه } صفة لضراء ، والمس مبدأ الوصول ، والذوق إدراك الطعم ، ففى الآية تنبيه على ما يجده الإنسان من النعم والفخر قليل جدا بالنسبة لما فى الآخرة ، وأنه بأدنى شئ يقع فى الفرح والفخر ، وأسند الإذاقة إلى الله ، والمس إلى الضراء ، ولو كان الكل من الله ، لأن الخير تفضل من الله تعالى ، ولو حوسب الإنسان لم يستحق لعمله الصالح شيئا من ثواب ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يدخل أحد بعمله الجنة ولا أنا إلا بفضل الله " والضر يمسه بعروض حيث يكتسب موجبه ، وقد قال صلى الله عليه وسلم " لا يصيب مسلما شئ ولو انقطاع شسع إلا بذنب وما يعفو الله أكثر " . { ليقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيئاتُ عنِّى } هذا ذم ، لأنه بقول ذلك على فرح وافتخار ، واطمئنان إلى الدنيا ، وعدم استشعار رجوعهن ، وعدم الحمد والشكر على الذهاب ، أو لأن النفس قد تضيف ذلك إلى العادة ، ولا سيما نفس المشرك ، هذا ما ظهر لى ، والله أعلم . والسيئات ما يسوؤه كالسقم والفقر والذل ، ولم يؤنث الفعل ، لأن الفاعل ظاهر مجازى للتأنيث . { إنَّه لَفرحٌ } بطر بالنعمة ، مغتر بها ، ساكن إليها ، وليس فى القرآن فرح ممدوح إلا مقيدا بخير { فَخورٌ } كثير الفخر على الناس ، مشغول عن الشكر والقيام بحقها ، قيل الفرح لذة تحصل فى القلب بنيل المراد ، والفخر التطاول على الناس بتعديد المناقب .