Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 20-20)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَشَروهُ } أى فشرته السيارة ، وإنما أسند الشراء إليهم لأن مالك بن ذعر فيهم ومنهم وقد اشتراه ، وشروه بمعنى اشتروه ، وقيل الضمير لإخوة يوسف ، والشراء بمعنى البيع أى فباعوه . وروى أن إخوة يوسف كانوا ينظرون فى الجب فنظروا يوما على عادتهم فلم يروه فأحاطوا بالسيارة وقالوا هرب عبدنا فأخبرنا أنه دخل فى الجب وقد أخرجتموه ، فأخرجوه من بين أمتعتكم وإلا صحنا بكم صيحة واحدة ، لا تبقى أرواحكم فى أجسامكم ، فأخرجوه من بين الأمتعة يهتز كالورقة فى الشجرة ، فدنا منه يهودا وقال له إن أقررت لهم بالعبودية نجوت ، قال ما أنا إلا عبد . وقيل كان إخوة يوسف قريبا منه حين أخرجوه من الجب فجاءوهم فقالوا عبد لنا أبق ، فقال مالك اشتريه ، قالوا بعناه لك بعيوبة ، فقال بكم ؟ ويوسف ينظر إليه وإليهم ، وقال فى نفسه ما أظنه يقوم بثمنى ، لأنهم يطلبون مالا كثيرا . فقال لهم معى دراهم قليلة معدودة ، فشراه كما قال الله سبحانه وتعالى { بثمنٍ بخْسٍ } البخس النقص الظاهر وهو مصدر ، وصف به مبالغة أو يأوّل بباخس ، أو يقدر مضاف أى ذى بخس ، والمراد النقص عن القيمة بالكمية ، أو بكونه غير صافى الفضة ، بل خلط فيها نحو نحاس ، أو بنقصان الوزن ، وقال الحسن ، ومقاتل ، والضحاك ، والسدى أراد بالبخس الحرام ، لأنه ثمن الحرام ، ويسمى الحرام بخسا لأنه ناقص البركة ، وعن ابن عباس ، وابن مسعود زيوف ، وأراد بالزيوف المخلوط فيها نحو نحاس ، وقيل أراد نقص الوزن ، وعن عكرمة ، والشعبى البخس القليل كما مر أولا ، وقال قتادة البخس الظلم نقصان الحق . { دَرَاهم } بدل أو بيان الثمن { مَعْدُودةٍ } قال ابن عباس رضى الله عنهما كان سبعة عشر درهما ، وقال ابن مسعود ، وقتادة عشرين ، وهو رواية عن ابن عباس ، فاقتسموها درهمين درهمين وهم عشرة ، وعن مجاهد ، والسدى اثنين وعشرين اقتسموها درهمين درهمين ، أخذ أخوه من أبيه وأمه درهمين إذ هم به أحد عشر كذا قيل ، وليس كذلك ، لأن أخاه لأبيه وأمه لم يحضر لذلك ، وكان يعقوب تسلى به ، ولم يخرج معهم أيضا يوم ألقوه فى الجب ، ولعله خرج يوم بيعة ولم يحضر البيع ، ولم يعلم به . وعلى كل قول من تلك الأقوال فالوصف بالمعدودية إشارة إلى القلة ، وكانوا فى ذلك الزمان لا يزنون أقل من أربعين درهما ، بل يأخذونها عددا ، ويأخذون الأربعين فما فوق بالوزن ، وتسمى الأربعون درهما وقية ، انتهى . وقال فى عرائس القرآن ، عن ابن مسعود ، وابن عباس ، وقتادة ، والسدى ، وعكرمة أربعين درهما ، ثم قال مالك بن ذعر اكتبوا لى كتابا بأيديكم أنكم بعتم لى غلامكم بكذا وكذا ، فكتبوا له ، وجعل الكتاب بجيبه ، فلما أرادوا الرحيل قالوا اربطه بحبل شديد لكيلا يهرب ، فلما همَّ بذلك قال له يوسف لى إليك حاجة ، قال وما هى ؟ قال تخلينى أودع سادتى فلعلى لا ألقاهم بعد ، فقال له مالك ما أكرمك من مملوك عجيب تتقرب منهم وهم فعلوا بك ما فعلوا ، فقال كل أحد يفعل ما يليق به ، فقصد نحوهم وهم قيام صفا واحدا ، فلما دنا منهم بكوا وبكى يوسف ، ثم عانقهم واحدا واحدا ويقول يا إخوتى حفظكم الله وإن لم تحفظونى ، آواكم الله وإن طردتمونى ، رحمكم الله وإن لم ترحمونى . قيل ألقت الحوامل ما فى بطونها من هول ذلك التوديع ثم قالوا يا يوسف ندمنا على ما فعلنا ، ولولا خشيتنا من أبينا واستحيائنا منه لرددناك ، ولما رجع إلى مالك شد يده ، وسلمه إلى فليج عبد له أسود وقال له عينك عليه ألا يهرب . فقال فليج يا سيدى رجعت إلى الشام مائة مرة فى خمسين سنة لأجله ، ثم تفعل به هذا الفعل ، وإنى أراه ضعيفا نحيفا ، قال نعم ، وأنا أيضا متفكر فيه ، لأن المعبر وصفه لى بوصف تحير فيه العقول ، اشتريته بشعيرة من ذهب ، أى بقيمتها دراهم ، وهو أى يوسف يساوى دنانير ، ويوسف يسمع ويضحك لعلمه أنه مستور على العيون . وقد زعم من زعم أن ما رآه على صورته إلا يعقوب ، وذهب بصره عليه ، وزليخا وذهبت صحتها عليه ، وأبو يحيى ذهب ماله عليه ، ولما انتصف النهار ، بلغ يوسف إلى قبر أمه وطرح نفسه عليه ، وبكى وسمع أنينا من القبر وهو يقول وا ولداه ، وا قرة عيناه ، وا ثمرة فؤاداه ، فخر مغشيا عليه ، ثم إن الأسود طلبه ولم يجده ، فصاح لسيده هرب الغلام ، قل للسيارة يقفوا فرجع الأسود فلما رآه لطمه وجره برجله على وجهه ، ويوسف يقول يا رب إن أتيت بزلة فاعف عنى بحق آبائى فإنهم ما عصوك ، فظهرت غمامة سوداء على رءوسهم فأمطر بَرَداً ، البردة كبيضة النعامة . فلما أيقنوا بالهلاك قال لهم مالك إن كان فيكم مذنب فليتب قبل الهلاك ، قال الأسود أنا المذنب ، قال وكيف ؟ قال فعلت بالغلام العبرانى كذا وكذا . فحرك شفتيه وتكلم بكلمتين ، فعند ذلك ظهرت هذه الغمامة ، فجاءه مالك وتضرع إليه ، وقال يا غلام أظن بينك وبين إله السماء قربة ؟ قال نعم ، قال فارحمنا ولا تؤاخذنا بأفعالنا ، ونحن تائبون ، فتكلم بكلمتين وهو يتبسم فانقشعت الغمامة ، وذهب البرد ، فظهرت الشمس بقدرة الله تعالى ، فقال مالك عرفت جاهك عند الله تعالى ، فلا يجوز لى أن أتركك على هذه الحالة ، فأزال عنه القيد ، وألبسه الحرير وزينه الذهب ، وقال للقافلة قدموه أمامكم ولا تستقدموه . فلما دخلوا مدينة نابلس ، وكان أهلها يعبدون الأصنام ، فلما رأوه قالوا من خلقك ؟ قال الله تعالى . قالوا آمنا بالذى خلقك ، وكسروا الأصنام ، واشتغلوا بعبادة الرحمن ، ولما دخلوا مدينة بيسان ، وكان أهلها مؤمنين اجتمعو إليه واتخذوا أصناما على صورته ، وعبدوها ألف سنة . وروى أن إخوته قالوا لمالك استوثق منه فإنه عبد آبق ، سارق كذاب ، وقد بينا لكم عيوبه ، وحملوه إلى مصر ، وكان طريقهم على قبر أمه راحيل ، فلما وصله لم يتمالك أن رمى بنفسه وهو يقول يا أماه ، يا راحيل ، حلى عنى عقدة الرداء ، وارفقى إلى ولدك يوسف ، وما لقى بعدك من الأذى ، أيا أماه لو رأيت ذلى ارحمينى يا أماه ، لو رأيتنى وقد نزعوا قميصى وشدونى ، وفى الجب ألقونى ، وفى حر وجهى لطمونى ، وبالحجارة رجمونى ولم يرحمونى ، وكما يباع العبيد باعونى ، وكما يحمل الأسير حملونى . فسمع مناديا من خلفه يقول اصبر وما صبرك إلا بالله . فتفقده مالك على الناقة ، فصاح إن الغلام رجع فطلبوه ، فأقبل به رجل وقال يا غلام أخبرنا مواليك أنك آبق سارق فلم نصدقهم حتى شاهدناك ، قال والله ماأبقت ولكنكم مررتم على قبر أمى فلم أتمالك أن رميت نفسى إليها ، فلطمه وحمله على الناقة . وفى رواية أنهم قيدوه حتى قدموا مصر ، قال مالك ما نزلت منزلا ولا رحلت إلا استبانت فى بركته ، وكنت أسمع تسليم الملائكة عليه مساء وصباحا ، وأنظر إلى غمامة بيضاء تظله من حر الشمس ، وتسير من فوقه . { وكانُوا } أى مالك بن ذعر وأصحابه وهم السيارة { فيهِ } فى يوسف متعلق بزاهدين محذوفا خبرا لكان ، مدلولا عليه بقوله { مِنَ الزَّاهِدينَ } فلكان خبران أحدهما محذوف ، والآخر مذكور ، وذلك مبالغة فى زهدهم فيه لا متعلق بزاهدين المذكور ، لأنه اسم فاعل ، فأل فيه موصولة ومعمول الصلة لا يتقدم على الموصول ، وأجازه ابن الحاجب فى صلة أل كهذه إن كان ظرفا ، وأجازه الكوفيون على مرجوحية مطلقا فى أل وغيرها ، قيل ويجوز أن يكون أل حرف تعريف فيتعلق بالزاهدين بلا إشكال ، وذلك مذهب لبعض السلف ، يرى أن أل لا تكون موصولة ، ومعنى زهدهم فيه هوانه عليهم ، لأن إخوة يوسف البائعين له أخبروهم أنه آبق سارق كذاب ، أو أظهروا الزهد فيه ليبيعوه لهم برخص ، ولم يبيعوه بعد شرائه حتى وصلوا مصر ، فليس زهدهم بيعه بثمن رخيص . وقيل المراد أنهم زهدوا فيه فباعوه بثمن رخيص هو نعلان أو أربعة ، وثوبان أبيضان ، وعشرون دينارا والمشتريه منهم بذلك بعد ما شروه من إخوته ، رجل من مصر كما ذكره الله تعالى بعد هذا ، وإنما رخصوه لما أخبرهم به إخوته فخافوا الخطر بما لهم ، وإن قلنا إن معنى شروه باعوه للرجل المذكور من أهل مصر ، بعد ما التقطوه من الجب ، ولم يبعه لهم إخوته ، فزهدهم فيه لأنهم التقطوه ، والملتقط للشئ متهاون به لا يبالى بما باعه ، ولأنه يخاف أن يظهر مستحقه فينتزعه من يده ، فكان يبيعه الأول مساوم بأوكس ثمن . وقيل الواو فى كانوا لإخوة يوسف ، وزهدهم فيه أن لا غرض لهم فى ثمنه ، وإنما غرضهم تغييبه عن أبيه ، والمشهور أن السيارة باعوه للمصرى بأغلى ثمن ، وسيأتى اسمهم وهو زوج زليخا . روى أنهم لما قربوا مدينة القدس ، رأى أميرهم فى منامه قائلا يقول إن خير الناس أتاك ينبغى أن تستقبله غدا ، وتفعل ما يأمرك به ، فاتخذ ضيافة كبيرة فتلقاهم ، وسألهم أيكم الأمير ، وأشاروا إلى مالك فتحير فقال هذا يجتاز بى كل عام مرتين ، وما أمرت باستقباله ، ودنا الملك من رجل هو الجنى الذى ولد مع يوسف ، وكان على صورة غزال ، ولكن تراه بصورة الرجل ، فقال له الجنى من أنت ؟ قال أنا أمير المدينة ، فقال له إن الذى أمرت باستقباله هو ذلك الغلام ، أشار إلى يوسف ، ولكن قل لأصحاب القافلة يدخلوا قبله ، ففعل ، ولما رآه تحير من حسنه وجماله ، وقال له من أنت ؟ قال أنا الذى أمرت باستقبالى ، فتحير فقال من الذى أمرك أن لا تعبد صنما فتنجو من النار فإن امتثلت أمره فلا تعبد صنمك ، قال قد قبلت على أنك إذا دخلت على صنمى سجد لك فأصدقك ، قال ربى يفعل ما يريد ، وهو على كل شئ قدير . فدخل الدار فسجد له الصنم ، وتقطعا قطعا ، فأراد إطعام تلك الضيافة التى اتخذ ، فأتى بقصعة فيها أرز بلبن فوضعها بين يدى يوسف ، فرفع منها لقمة وأعطاها لمن حوله ، وتناولوا كلهم منها وشبعوا ، والأمير ينظر ، فقال يا قوم هذا سيدكم ، قالوا لا إنما هو عبد ، قال فمن السيد ؟ فأشاروا إلى مالك فقال معاذ الله هذا سيده ، بل هو غلام ، قال الملك العبد خير منى . وكان يوسف ومن معه لما دخلوا الدرب ، رآهم الأمير ورأى خيلا كثيرة فقال ليوسف لمن هذه الخيل ؟ ولمن هذا الجند ؟ فإن دارى لا تسعهم ، ولا عندى مايكفيهم ؟ فتبسهم فقال هم جند الله تعالى ، طعامهم التهليل ، وشرابهم التسبيح ، قال ومن هم ؟ قال هم الملائكة ، أرسلهم الله تعالى ليشيعونى ويحفظونى ، فتحير من شأنه . ولما أكل القوم ، عزم على أخذ يوسف منهم ، فتركه حتى رحلوا ووصلوا نحو عسقلان ، فركب فى اثنى عشر ألفا ، فلما وقعت أبصارهم على يوسف وقعوا كلهم من ظهور الخيل ، وغشى عليهم ثلاثة أيام من حلاوة النظر إليه ، ولما دخل يوسف مدينة العريش يفكر فى نفسه ، أن الله جل وعلا لم يخلق خلقا أحسن منى ، فإذا دخلت هذه المدينة تحيروا ، منى ، فلما دخلها رأى أهلها كلهم على صورته ، فلم يلتفت أحد منهم ، فسمع مناديا يا يوسف توهمت أن لا أحسن منك ، وفى الكونين من هو أحسن منك . ولما دخل مصر تاب من خاطره ، فنودى يا يوسف ارفع رأسك ، فقد تغير الأمر بتوبتك ، ثم نادى منادٍ يا أهل مصر قد جاءكم شاب لا يلقاه أحد إلا سعد ، ولا ينظر إليه أحد إلا أفلح ، فدخلهم الوسواس ، وأحاطوا بدار مالك ، وماذاقوا طعاما ، ولا شرابا شوقا إليه ، وتحركت الأشجار لما دخل مصر ، وترنمت الأطيار ، فطلع مالك على السطح فقال يا قوم ما تريدون ؟ قالوا نريد الذى أنت به متحير ، وفى أمره متفكر ، فتحير فى نفسه وقال واعجباه ، وأى عجب ترون فيه ما رى فيه زيادة على سائر الصور . فقال لهم الملك الذى صحبه على صورة بنى آدم قال لهم من اشتهى رؤية يوسف فليأتنا بدينار عند فتح الباب ، وما دخل أحد إلا ومعه دينار ، فدخلوا ورمى كل واحد منهم دينارا ، فبلغت ستمائة دينار ، وما رآه أحد إلا ذهب عقله ، بحيث لا يهتدى إلى الباب ، فأمر مالك عبيده أن يخرجوهم يدا ورجلا ، ولما خرجوا لم يهتد كل واحد منهم إلى داره من تحيره ، ولا يعرف أحدا من قرابته ، ولا ينطق بحرف ، ولا يسمع ما يقال له . ولما كان اليوم الثانى دفع كل من أراد رؤيته دينارين ، وهكذا كل يوم يزيدون ، حتى بلغ فى اليوم العاشر عشرة دنانير ، على كل من أراد رؤيته ، ثم فتح الباب وأجلس يوسف على سرير وزينه بأنواع الزينة ، وأمر المنادى من أراد شراء الغلام فليحضر فما بقى أحد إلا وطمع فى شرائه ، فاجتمع القوم وعرضوا عليه ما يملكون ، فقال الملك الموكل بحفظه ارفعوا طمعكم إن هذا الغلام عزيز لا يشتريه إلا عزيز . قيل لما نادى المنادى من يشترى هذا الغلام مات فى ازدحام لرؤيته خمسة وعشرون رجلا وامرأة ، فنادى من يشترى هذا الغلام الصبيح المتكلم الفصيح ، يتكلم بكلام صحيح ، أديب قريب حبيب ، قال يوسف لا تقل هذا ، ولكن قل من يشترى هذا الغريب الكئيب الحزين ، قال لا أقدر أن أقول هذا ، وليس فيك شئ مما ذكرته . وكانوا لما رأوه فى الدار لم يقدروا على الخروج وبلغ خبر النداء به قارعة بنت طالوت العملقية ، وكانت من بنات الملوك ، وكانت أكثر أهل مصر مالا ، وأعظمهم خطرا ، وكانت من ذرية شداد بن عاد ، فقالت لقهرمانها ويحك لم يبق أحد بمصر إلا خرج نحو هذا الغلام العبرانى ، فإنى اليوم خارجة إليه بمالى ، فأتى فهرمانها بالقافلة مزينة بأنواع الزينة ، أحمالها الدنانير والدراهم ، والديباج والجوهر والياقوت ، وغير ذلك ، فلما رأته تحيرت من جماله وقالت له من أنت فقد جئت بمالى لأشتريك ، حتى نظرتك فحقرت نفسى ، لأنك تساوى جميع الدنيا . قال إنى من خلق ربى ، صورنى كما ترين . قالت آمنت على يديك برب العالمين ، فتصدقت بمالها على الفقراء والمساكين ، وبنت بيتا على ساحل بحر القزم وعبدت مولاها إلى أن ماتت . قيل كان السبب فى استرقاق يوسف أن إبراهيم الخليل عليه السلام ، أدخل مصر فى بعض الأزمنة ، فلما خرج منها شيعه زهادهم وعبادهم مشاة حفاة إلى أربع فراسخ تعظيما له ، ولم ينزل إبراهيم لهم ، فأوحى الله جل جلاله إليه إنك لم تنزل لعبادى وهم يمشون معك حفاة .