Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 49-49)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ثمَّ يأتى مِنْ بَعد ذَلكَ } المذكور من السنين الشداد ، أو من السنين الأربع عشرة ، وهى السبع المخصبات ، والسبع الشداد { عَامٌ فيه يُغَاثُ الناسُ } من الغيث وهو المطر ، أى يمطرون وهو قول ابن عباس والجمهور ، أو من الغوث وهو الفرج وإزالة الكرب ، أى يفرج الله عنهم القحط . { وفيه يعْصِرُون } ما يعصر كالعنب ، فإنه يعصر خلا وخمرا وغيرهما ، والخمر محرمة فى هذه الشريعة المحمدية الشريفة ، وكالزيتون فإنه يعصر منه الزيت ، وكالسمسم فإنه يعصر منه الدهن ، وكقصب السكر وغير ذلك كالفجل ، ومصر بلد يعصر أشياء كثيرة ، وحذف المفعول للعموم ، أى يعصرون كل ما يصلح للعصر ، وذلك كناية عن كثرة الثمار والخضرة والخصب . وقيل معنى يعصرون يحلون الضروع ، ويجوز أن يكون بمعنى ينجى بعضهم بعضا من الجوع لكثرة الطعام يتناولونه ، وقرأ حمزة ، والكسائى يعصرون بالتاء الفوقية للخطاب تغليبا للحاضر وهو الساقى على الغائب وهو أهل البلد ومن بجانبها ، وقرئ تعصرون بالبناء للمفعول والفاعل الله ، وهم أى ينجون بالبناء للمفعول أى ينجيهم الله ، أو ينجى بعضهم بعضا بالإعطاء والتصرف لإغاثة الله إياهم ، أو المعنى يعصر عليهم بالبناء للمفعول ، أى يمطر عليهم ، فحذف الجار ونائب المجرور على طريق الحذف والإيصال ، يقال أعصرت السحابة عليهم . أو قيل يعصرون لتضمين معنى يمطرون ، وقوله { ثم يأتى من بعد ذلك } الخ بشارة خارجة من تفسير الرؤيا ، زاده الله علمها بالوحى أو بالإلهام ، قال قتادة زاده الله علم سنة قيل أو قام بها من حيث إن انتهاء الجدب يؤذن بالخصب ، بأن السنة الإلهية أن يوسع على عباده بعد ما ضيق عليهم ، ويبحث لهم إيذان انتهاء الجدب بالخصب والتوسع ، لا يفهم الخصب الكامل الذى أشار إليه بقوله { وفيه يعصرون } بل يفيد زواله ، مع احتمال الدرجة الوسطى من الخصب ، والأدنى والكاملة ، نعم يجوز أن يكون المراد بالغيث والعصر ذلك لمعنى العام المحتمل . ولما انقضى كلام يوسف ، رجع الساقى إلى الملك ومن معه ، وأخبر بما قال يوسف ، فاستعظموه وعرفوا قدره كما مر ، وعرف الملك أن الذى قال كائن لا محالة ، رد الساقى إليه ليأتى به ، ويقربه ، ويسمعه الرؤيا مشافهة ، وليرى هذا الكريم الذى عبر هذه الرؤيا تلك العبارة المستحسنة كما قال الله سبحانه وتعالى . { وقالَ الملِكُ ائتُونى بهِ … }