Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 51-51)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قالَ } الملك لهن { ما خَطْبكنَّ } أى ما شأنكن وكل أمر من الأمور يسمى خطبا عظيما أو صغيرا ولذلك فسره الشيخ هود رحمه الله بالحجة ، فإن الحجة أمر من الأمور ، وكثر فى الأمر العظيم وحقيقته أمر يحق أن يخاطب فيه صاحبه { إذْ } متعلق بنسبه الخبر إلى المبتدأ و متعلق بخطب ، ولو كان خطب جامدا غير مصدر ، لأن فيه معنى القصد والاعتماد . { رَاودْتُنَّ يوسف عن نَفْسِهِ } وذلك أن كلا منهن راودته عن نفسه لنفسها كما مر ، أو لأنهن أمرنه بطاعة زليخا فيما راودته فيه ، فكأنهن مراودات ، أو المراود امرأة العزيز وحدها ، وخاطب الكل سترا لها ، لأنها فيهن ، فذلك على الأول كلية حقيقة ، وعلى الثانى كلية مجازا ، وعلى الثالثة كل وحكم على المجموع ، هل وجدتن ميلا منه إليكن حتى راودنه . { قُلْنَ حاشَ } فيه القراءات السابقة { للّهِ } تعجب من لغته البالغة مع وجود أسباب عدمها ، ومن قدرة الله جل وعلا على خلق مثله { مَا عِلمنَا عَليه مِن سُوءٍ } أم قبيح من الزنى ، ولا من مقدماته ، أو من ذنب مطلقا فضلا عن ذلك . ولأنها فيهن ، فذلك على الأول كلية حقيقة ، وعلى الثانى كلية مجازا ، رأودتنَّه . { قالَتِ امرأة العزيز الآن حَصْحصَ الحقُّ } ثبت واستقر متمكنا راسخا ، من قولك حصحص البعير إذا ألقى ركبتيه على الأرض وتمكن قاعدا ، وقال البخارى حصحص اتضح ، وهو من قولك حص الشعر إذا استأصله حتى ظهرت جلدة الرأس ، وقرئ بالبناء للمفعول ، أى ظهر الحق وبان ، أو أثبت وأقر ، فإن الحصحصة بمعنى الثبوت تستعمل متعدية ولازمة . { أنا رَوادْتُه عَنْ نَفْسه وإنَّه لمنَ الصَّادقينَ } فى قوله { هى راودتنى عن نفسى } أو أرادت أنه صادق فى أقواله وأفعاله مطلقا ولا من يدل على شهادتها ببراءته ، إذ لا يبقى لأحد مقال إذا اعترف الخصم ، وإنما اعترفت بذلك لأن النسوة أقبلن عليها وقررنها ، وقيل خافت أن يشهدن عليها فأقرت ، وها هنا تم كلام المرأة بحضرة الملك ، ثم ذكر الله جل وعلا بقية كلام يوسف الذى تكلم به للساقى حين رجع إليه ليأتى به إلى الملك ، كما قال ابن جريج بقوله { ذَلكَ لِيَعلَمَ … }