Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 1-1)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

بسم الله الرحمن الرحيم { المر } قال ابن عباس معناه أنا الله أعلم وأرى ، ذكره القاضى ، وروى عطاء عنه أن معناه أنا الله الملك الرحمن ، وقيل اسم للسورة ، والصحيح عندى الوقف فى معنى ذلك ونحوه إلا برواية صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أراد عمار الأجنة أو الدور ، ونماء التجارة وعمارة الأملاك والحوانيت المطلعة فليكتب { المر } إلى { يتفكرون } فى أربعة أوارق ، ويدفن فى أربعة أركان ، يكثر خيره وطلبته وقصدته . { تِلكَ } الآيات وهى آيات هذه السورة ، وأشير إليها بإشارة البعيد ، لأنها لم تنزل بمرة ، ولعلو شأنها حتى صارت كالشئ البعيد المسافة { آياتُ الكتابِ } القرآن ، أى آيات بعض القرآن ، أو الإشارة إلى آيات القرآن كلها ، ما نزل وما سينزل ، فليست الإضافة بمعنى التبعيضية ، كما أنها ليست كذلك إذا جعلنا الإشارة لآيات السورة ، والكتاب بمعنى السورة . { والَّذى أنزِلَ إليكَ مِن ربِّك } وهو القرآن كله { الحقُّ } الذى مبتدأ ، والحق خبره ، وتعريف المسند إليه والمسند للحصر ، وهو إضافى ، أى هو الحق لا ما يخالفه مما يقوله قومك ، وبكونه إضافيا لم تنتف الحقيقة عما ثبت بالقياس والاجتهاد ، بل قد يقال هذا داخل فيما أنزل لأنه نازل ضمن ولو لم ينزل صريحا ، وذلك إذا وافق أو نطق المنزل بحسن الاتباع ، وهذه الجملة كالحجة على الجملة قبلها ، كأنه قيل تلك آيات الكتاب لا كلام مفترى ، لأنه لا ينزل إليك إلا الحق ، وتلك الآيات قد اتضح نزولها ولو تعامى عنها من تعامى . ويجوز عطف الذى على الكتاب عطف عام على خاص ، قبل أو صفة على أخرى ، فيكون الحق نعتا لآيات ولو منفردا مذكرا على أنه مصدر نعت به ، ولا يقاس عليه أو آيات يدل تلك أو عطف بيان والحق خبر تلك ، وقيل الإشارة إلى الأخبار ، والقصص والكتاب جنس كتب الله كالتوراة والإنجيل والزبور ، والذى أنزل هو القرآن . { ولكنَّ أكْثر النَّاس لا يؤمنُون } به أنه من الله لعدم تأملهم فيه ، وهو على العموم ، وقيل أكثير ناس مكة ، وكانوا يقولون إن محمداً يقول القرآن من تلقاء نفسه .