Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 24-24)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ سَلامُ علَيْكم } مفعول لحال محذوفة ، أى يقولون أو قائلين سلام عليكم ، أى سلمتم من الآفات التى كانت تصيبكم فى الدنيا ، لا تصيبكم اليوم ، أو سلمتم مما كنتم تخافونه فى الدنيا من أمر الآخرة . وعبروا بالجملة الاسمية تبشيرا بدوام السلامة ، وأجاز بعض أن تكون الجملة حالا على تضمينها معنى مسلمين ، وعلى كل حال فالمراد الإخبار بالسلامة ، وقيل الدعاء بها . { بما صَبرْتم } أى الباء للبدل أو للسببية ، وما مصدرية أى بصبركم ، ويتعلق بالاستقرار الذى ناب عنه عليكم ، أو بعليكم لنيابته عنه ، وليس هذا الأخير ممنوعا كم توهم بعض ، أو بسلام ولو كان السلام مصدرا مفصولا بالخبر ، لأن المتلعق ظرف ، ولأن المصدر المذكور ليس مؤولا بحرف مصدر وفعل ، وقال أبو البقاء لا يتلعق بسلام لأنه لا يفصل بين المصدر ومعموله بالخبر ، ويجوز تعليقه لمحذوف خبر لمحذوف ، أى هذا ثابت لكم بصبركم ، وعلى كل حال فالمعنى بسبب صبركم ، أو بالتعويض عما تحملتم من مشقة الصبر . { فنِعْم } وقرأ فنعم بفتح النون وإسكان العين ، الأصل نعم بفتح النون وكسر العين ، خفف بإسكان العين فبقيت النون مفتوحة ، وأما قراءة الجمهور فالأصل عليها نعم بفتح النون وكسر العين كذلك ، ثم كسرت النون تبعا للعين ، ثم خففت بإسكان العين ، فبقيت النون على الكسر ، أو نقلت كسرة العين المنون المفتوحة قبلها ، فكانت العين ساكنة لنقل حركتها والنون مكسورة بكسرة النقل . { عُقْبى الدَّار } والمخصوص بالمدح محذوف ، أى عقابكم هذه التى أنتم فيها ، " وكان صلى الله عليه وسلم يأتى قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول " السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " . قال ابن عباس إذا أثاب الله المؤمنين بالجنة انطلق الرجل منهم إلى سرادق من للؤلؤ من خمسين ألف فرسخ ، فيه قبة حمراء من ياقوته ، ولها ألف باب ، وله فيها سبعمائة امرأة ، فيتكئ على شقه فينظر إليها كذا وكذا سنة ، ثم يتكئ على شقه الآخر فنظر إليها مثل ذلك ، ثم يدخل عليه من كل باب ألف ملك من ألف باب ، معهم الهدايا من ربهم ، فيقولون له سلام عليك من ربك ، فيوضع ذلك ، فيقول ما أحسن هذا ! فيقول الملك للشجر حلو له إن ربكن يأمركن أن تقطرن له كل ما اشتهى من مثل ذلك ، وكذلك كل جمعة وهو المزيد . وعن مقاتل إن الملائكة يدخلون عليهم فى مقدار يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات ، معهم الهدايا والتحف من الله تعالى ، يقولون " سلام عليكم بما صبرتم " . وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا دخل الجنة وعند سماطان من خدم ، وعند طرف السماطين باب ، فتقبل الملائكة يستأذن لهم أحدهم فيومئ أدنى الخدم إلى الباب الباب فيقول للذى يليه ملك يستأذن ، فيقول كل لمن يليه ، فيقول ولى الله للذى يليه من الخدم ائذن له ، فيقول كل لمن يليه حتى يبلغ الملك ، فيدخلون ويسلمون وينصرفون "