Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 39-39)
Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَلِكَ } المذكور من الأَوامر والنواهى { مِمَّا أوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ } يا محمد { مِنَ الْحِكْمَةِ } الوعظ البليغ أو معرفة الله سبحانه وتعالى لذاته والخير للعمل به ، وحاصل هذه الآيات أمر بالتوحيد وأنواع البر والطاعات والإِعراض عن الدنيا والإِقبال إِلى الآخرة ، وذلك حكمة لا يوجد الحكم مثلها وكان بعض المشايخ يقول مجامع الخيرات محصورة فى أمر صدق مع الحق وخلق مع الخلق ، وذكر هشام بن عبد الله القرطبى فى تاريخ المسمى بهجة النفس ، أنه دخل عبد الملك بن مروان على معاوية وعنده عمرو بن العاص فلم يلبث أن نهض فقال معاوية لعمرو ما أكمل مروءة هذا الفتى . فقال له عمرو إنه أخذ بأَخلاق أربعة ، وترك أخلاقاً ثلاثة ، أخذ بأحسن البشر إِذا ألقى ، وبأَحسن الاستماع إِذا تحدث ، وبأحسن الحديث إِذا حدث ، وبأَحسن الرد إِذا خولف ، وترك مزاح من لا يوثق بعقله ، وترك مخالطة لئام الناس . وترك من الحديث ما يعتذر منه . { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِى جَهَنَّمَ } أى تطرح فها والماضى إِلقاء أو يلقاك فيها أهلها من عبدة الأَصنام أو خزنتها ، والماضى على هذا لقبه . { مَلُوماً } تلوم نفسك على ما فعلت ويلومك غيرك كالملائكة خزنتها { مَّدْحُوراً } مبعداً عن رحمة الله جل جلاله المطرود عنه والمخذول هو الضعيف لعدم الناصرة .