Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 55-55)

Tafsir: Himyān az-zād ilā dār al-maʿād

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَرَبُّكَ أعْلَمُ بِمَن فِى السَّمَٰوَاتِ والأَرْضِ } أى بأَحوال من فيهن وبمن يتأَهل للنبوة وذلك رد على قريش فى استبعادهم أن يكون يتيم أبى طالب - صلى الله عليه وسلم - نبياً وأن يكون العراة الجوع أصحابه كصهيب وبلال وخباب وغيرهم دون أن يكون ذلك فى أكابرهم وأشرافهم { وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ } بالخصال الدينية الراسخة فى نفوسهم والإِخلاص عن علائق الجسم الدنية وبالكرامات كموسى بالكلام ، وإِبراهيم بالخلة ، ومحمد بالإِسراء التام والمحبة لا بكثرة المال والأتباع وعظم الملك ، حتى داود وابنه سليمان فإِن شرف داود بالزبور وشرف ابنه بالخضوع الموضوع فى قلبه إلا بالملك ، وقيل المراد التفضيل بالنعم الدينية والدنيوية والجسمية لتأَهلهم لها فيدخل فى ذلك خلق عيسى بلا أب وإِبراؤه الأَكمه والأَبرص وإِحياءه الموتى بإِذن الله سبحانه وإيتاءِ سليمان ملكاً لا ينبغى لغيره ، وقيل إن ذلك تلويح وإشارة إِلى تفضيل سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وقوله { وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً } بيان لتفضيله بأَن أُوتى داود كتاباً عظيماً تضمن أنه آخر الأنبياء وخيرهم وأُمته خير الأُمم ، وأنهم عباد صالحون يرثون الأَرض ، ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن الأَرض يرثها عبادى الصالحون ، وخص داود بالذكر لأَنه أعطى الملك مع النبوة والزبور ليذكره بالكتاب تنبيها على أن التفضيل بالدين لا بالدنيا ولأَنه ذكر فى الزبور أن محمداً خاتم النبيين وغير ذلك مما مر ، ولأَن اليهود زعمت أنه لا نبى بعد موسى ، ولا كتاب بعد التوراة فكذبهم الله عز وجل أن داود رسول الله وأنه أنزل عليه الزبور وأن محمد رسول وذكره فيه ولم يبعد أن يفضل الله الرحمن الرحيم محمداً - صلى الله عليه وسلم - على جميع الخلائق ، فضل الله يؤتيه من يشاء وتنكير زبور للتعظيم بناء على أن ال فى الزبور للتعريف وإِن قلنا إن زبوراً علم بدون ال ، قال فيه إِذا دخلته للمح الأَصل ، لأَنه فى الأَصل اسم جنس فكل كتاب زبور فهو كالنعمان ونعمان ولأَنه فى الأَصل وصف بمعنى مفعول كحلوب بمعنى محلوبة وركوب بمعنى مركوبة فهو كالعباس ، وعباس أو لأَنه مصدر كالفضل وفضل فيكون فى الأَصل من المصادر المفتوحة ، الأَول على وزن فعول كالقبول ، ويؤيده قراءة حمزة بالضم ، أو نكرة للتبعيض وخص بعضه بالذكر لأَنه البعض المذكور به نبينا - صلى الله عليه وسلم - أو سمى ذلك البعض باسم الكتاب كما يسمى بعض القرآن قرآناً . قال قتادة الزبور مواعظ ودعاء ، عمله الله لداود - كما ذكره الشيخ هود - وثناء على الله سبحانه وتمجيد ليس فيه حلال وحرام وفرائض وحدود وأحكام وهو مائة وخمسون سورة .